إذا وضعنا يومى أمس واليوم فى سياقهما الصحيح وفى إطارهما الموضوعى وبفهم عميق لمجريات الأحداث الصعبة والعصيبة التى شهدتها مصر منذ 25 يناير عام 2011 وحتى اليوم فإن أى تقويم منصف سوف يجعل من يومى السادس والعشرين والسابع والعشرين من شهر مايو 2014 عنوانا لصحوة شعب استطاع بالوعى وبالصمود أن يصل إلى مشارف بر الأمان متحديا كل العواصف والأعاصير التى ألمت به فى السنوات الأخيرة دون سابق إنذار. والحقيقة أن خروج الجماهير فى هذين اليومين من أجل التصويت لانتخاب رئيس جديد للبلاد ليس سوى امتداد للخروج الكبير فى 30 يونيو 2013 طلبا للتغيير نتيجة تراكم التداعيات السلبية على امتداد عام حكم الجماعة وهى تداعيات أثرت بالوعى أو باللاوعى على زيادة الاحتقان وتصاعد الغضب والمناداة بطلب النجدة والإنقاذ لترجمة 30 يونيو فى قرارات 3 يوليو وبنود خارطة المستقبل. ورغم أن مؤشرات كثيرة ترجح أن يكون رئيس مصر المرتقب هو بطل وعنوان ما جرى فى مصر على شكل زلزال سياسى يوم 3 يوليو عقب الإعصار الجماهيرى الكاسح يوم 30 يونيو فإن القراءة الصحيحة لكل ما حدث على مدى يزيد عن 3 سنوات عاشتها مصر على أعصابها يؤكد أن البطولة المطلقة ملك لهذا الشعب الذى صنع بمزيج من الصبر والحكمة ما يتجاوز مسميات الخوارق والمعجزات مستخدما أسلحة الليونة والصلابة طبقا لمقتضيات كل مرحلة على حدة وبالاستخدام الأمثل للذكاء الفطرى الذى صنع أقدم حضارة إنسانية عرفها التاريخ! لقد أدرك المصريون أن الخطر شديد ومن ثم فإن الهمة لابد أن تكون قوية وصلبة وعظيمة ومن ثم أيضا لابد أن يكون الإقبال على الانتخابات الرئاسية حاملا رسالة عميقة وموحية مفادها أن المعنى المقصود من الإقبال والزحف نحو صناديق التصويت يتجاوز العملية الانتخابية وتفاصيلها ليبعث بإشارات صوب كافة الاتجاهات بأن مصر على أعتاب فجر جديد لكى يصحو الشعب امام أفق جديد واسع وغير محدود! خير الكلام: زعيم إذا دخل الديوان أشرق نوره.. ولم يك للشمس المضيئة نور ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله