إذا اتفقنا والاتفاق واجب وضرورة بأن الوطنية التزام وعطاء قبل أن تكون حقوقا فئوية واستحقاقات سياسية تحت رايات الحرية والديمقراطية. فإن من الضرورى أن نعترف بداية بأن أوضاعنا الراهنة تفرض علينا جميعا أن نسدد ما علينا من واجبات قبل أن نتطلع إلى جنى وحصاد ما هو مستحق لنا لكى نغلق الطريق أمام مخططات نشر الفوضى وإثارة الفتنة وبما يمكننا من إيقاظ حلمنا الوطنى المشروع من مرقده الذى انزوى فيه وراح فى سبات عميق طوال السنوات العجاف الثلاث الأخيرة. إن الوطن منذ 3 سنوات يعيش مرحلة بالغة الصعوبة تعلو فيها أصوات الشقاق والتناحر تحت رايات المطالب الفئوية والمكائد السياسية والخلافات العقائدية والمذهبية والولاءات والنزعات الموزعة بين ملاذات الخارج ووكلاء الداخل إلى الحد الذى يصعب فيه الفصل بين جذور الأحداث ومكنون الصدور والنفوس. لقد أصبحنا إزاء أوضاع ملتبسة اختلط فيها كل شيء وتصادمت حقائق الأحلام المشروعة مع كوابيس الأمر الواقع الموروثة مما أدى إلى اشتعال نيران الاتهامات المتبادلة بين الحاضر والماضى وبين القديم والحديث وكأنه مخطط مرسوم لقطع تواصل الأجيال والمراحل وهز الثقة فى كل شيء من خلال تشويه الجميع بدءا بسهام التكفير والردة ووصولا إلى قذائف العمالة والتخوين! وصحيح أنه من أثر كل تلك الاعتبارات مجتمعة بزغ فجر ثورة 30 يونيو على شكل فريد غير مسبوق فى تاريخ الثورات المصرية على امتداد العصر الحديث بفضل غباء وعناد الجماعة وسلوكها المستفز خلال عام حكمها لمصر مما دفع الشعب المصرى إلى استجماع وتخزين قواه طلبا للخلاص.. ولكن الثورة وحدها لا تكفى لبلوغ الحلم وإنما هى مجرد لحظة انطلاق تستحث الهمم لانطلاقة جديدة. ولأننى مصر التى هى أقدم بلاد الدنيا أهمس فى آذانكم بأن خروجكم يوم 30 يونيو لم يكن له أن يؤتى ثماره المرجوة لولا قرارات 3 يوليو التى أعلنها المشير السيسى بشجاعة وبمباركة كل ألوان الطيف السياسى وتحت رايات الهلال والصليب مستهدفا بعث شعور جديد بتأكيد ثقة الإنسان المصرى بنفسه مع ازدياد اليقين بأن الأحلام المشروعة ليست بعيدة المنال وأن شجاعة المواجهة لا تنفصل عن شجاعة البناء التى هى المراد والمبتغى فى نهاية المطاف بعد إزاحة الكوابيس! خير الكلام: صحة الرأى مرتبطة بقوة العزيمة وامتلاك الصبر ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله