ماذا بعد رحيل بن لادن ؟ من المؤكد أن نجاح الولاياتالمتحدةالأمريكية في تصفية أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة سوف يفرز واقعا دوليا جديدا خصوصا علي صعيد العلاقات المتوترة والمشدودة بين أمريكا والعالم الإسلامي والتي بلغت ذروة سخونتها علي صعيد الكراهية المتبادلة في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام.2001 إن العالم يتطلع اليوم لكي يري أمريكا الجديدة وقد استعادت ذاكرتها القديمة عندما كانت أملا تتطلع إليه الشعوب الطامحة في الحرية والاستقلال وكدولة رائدة في مجال الاكتشافات العلمية التي تخدم الحضارة الإنسانية حتي يمكنها مسح صورة السنوات العشر العجاف الأخيرة التي صنعت هوة واسعة من عدم الثقة ومن السخط ضد السياسات الأمريكية التي اقترنت بالاستخدام المفرط للقوة وبمنهج الضربات الاستباقية التي شكلت صدمة عالمية حولت الحلم الأمريكي الجميل عقب الحرب العالمية الثانية إلي كابوس مزعج ومخيف بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ونحن في العالم العربي والإسلامي نتطلع إلي سياسة أمريكية جديدة خصوصا علي صعيد القضية الفلسطينية التي وصلت إلي طريق مسدود بسبب التعنت الإسرائيلي المستند إلي الدعم والحماية الأمريكية والذي كان يتغذي بكل أمصال الدس والتحريض تحت دعاوي الاتهامات الباطلة التي تصور المقاومة الفلسطينية كحركة إرهابية لا تختلف كثيرا عن تنظيم القاعدة. إن اختفاء بن لادن ينبغي أن يمثل فرصة ذهبية للرئيس أوباما من أجل تأكيد مصداقية أمريكا كدولة عظمي تمتلك القدرة علي ممارسة مقاليد القوة الأخلاقية بدلا من أدوات القوة الغليظة وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل كامل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. أقول بصراحة: إنه في غمرة الزهو الأمريكي باصطياد بن لادن بعد عشر سنوات من المطاردة ينبغي علي واشنطن أن تعيد النظر في سياستها حول العالم بشكل عام وتجاه العالم العربي والإسلامي بشكل خاص لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإنهاء المشاعر السلبية إزاء السياسة الأمريكية خصوصا وأنه ليست هناك أية تناقضات جوهرية بين أمريكا والعالمين العربي والإسلامي وإنما هناك علاقات تاريخية طيبة ومصالح عليا متبادلة. وإذا لم تغتنم إدارة أوباما هذه الفرصة وتفتح صفحة جديدة مع العرب والمسلمين فإن منطقة الشرق الأوسط ستظل مشحونة باحتمالات مخيفة ليست في مصلحة الأمن والسلم الإقليمي والعالمي. خير الكلام: إن عجزت عن الصفح فأفسح المجال للنسيان! [email protected]