هذه كلمة حق وإنصاف هدفها الأساسى الإسهام فى تنبيه الوعى لأهمية صياغة قيم وتقاليد محترمة فى التعامل مع المغادرين والقادمين لتحمل المسئولية بعيدا عن مخلفات كريهة لأزمان فائتة تغلبت فيها لغة القدح والذم للمغادرين ولغة المدح والتطبيل للقادمين. وهكذا دواليك حكومة بعد حكومة ورئيسا بعد رئيس مما أدى إلى فقدان بوصلة الوصول إلى الحقيقة وسيطرة الشك على اليقين داخل العقول والضمائر. وإذا كان الترحيب والتبشير بحكومة جديدة يتولاها أحد البنائين العظام فى السنوات الأخيرة وهو المهندس إبراهيم محلب أمر واجب وضرورى لفتح نوافذ الأمل فإن الشكر والتقدير ضرورة والتزام تجاه حكومة الدكتور الببلاوى لأنه رغم أية إخفاقات لابد أن يحسب لها شجاعة تحمل المسئولية. إن الأمل كبير فى أن تنجح ثورة 30 يونيو فى إرساء قواعد جديدة تؤدى إلى دعم ومساندة الحاضر الصعب طلبا للمستقبل الواعد دون أن يكون ذلك على حساب الماضى الذى كانت أوضاعه تقترب من المستحيل خصوصا على صعيدى الأمن والاقتصاد والحمد لله فإن كليهما آخذ فى التعافى ولو لم يكن بالقدر الكافى لكنه بكل المقاييس إنجاز! وعلى الذين يشهرون أسلحة الانتقام والتشفى فى وجه من ذهبوا ويدقون صاجات المدح لمن قدموا أن يدركوا خطورة الإسراف فى الخصومة إلى حد اللدد ومخاطر الإسراف فى التهليل إلى ما يتجاوز النفاق لأن ذلك يحدد وعى أجيال جديدة ينبغى تنبيهها إلى أن الإنجاز أو الإخفاق أمر يصنعه البشر ومن ثم فإن كل عمل إنسانى معرض للصواب والخطأ وينطلق من قوة وصلابة الإنسان التى تصنع النجاح مثلما يتأثر بالضعف والليونة والرخاوة التى تؤدى إلى الإخفاق! وألف باء الحساب السياسى يرتبط بالقراءة الدقيقة للوقائع والأحداث حسب مكانها وزمانها والمناخ المحيط بها... ثم إن المقياس الأهم هل كان المسئول مع مصلحة الوطن أم تحكمه حسابات ومصالح أخرى ودورة الحياة مثل دورة الليل والنهار.. شروق وغروب! خير الكلام: لا خير فى الكلمة إلا مع الموضوعية والأمانة ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله