لم يعد هناك كلمة يجري تداولها ليل نهار علي ألسنة الناس وعبر صفحات الصحف وشاشات الفضائيات سوي كلمة التغيير التي أصبحت في نظر الجميع بمثابة روشتة الدواء الناجع والفوري لكل أمراض المجتمع. وطالما أن الأمر يعكس تيارا جارفا في الشارع المصري فإن من الضروري احترام هذه الرغبة والتجاوب معها في إطار مشروعية الحلم والتمني مع تجنب المغامرة والقفز نحو المجهول تحت وطأة التهاب مشاعر الغضب من جمود طال زمنه بأكثر مما ينبغي أو تحت ضغط الرغبة في التغيير لمجرد التغيير! والحقيقة أن تعاظم الأزمات والمشاكل التي تمسك بخناق الناس وتجعلهم يشعرون بالعجز واليأس هي التي تدفع بهم لإطلاق صيحات التغيير التي قد يبدو بعضها صيحات هستيرية ولكنها في جوهرها نداءات البحث عن الأمل كآخر طوق للنجاة من طوفان الصراع مع الحياة. وبرغم التسليم بأن البعض قد يسئ إلي نبل دعوات التغيير بتجاوزات تقترب من السعي إلي نشر الفوضي عن قصد أو عن غير قصد فإن المسئولية الوطنية تحتم علي من بيدهم الآمر والمسئولية في مختلف المواقع أن يمتلكوا أكبر قدر من سعة الصدر وأن يتفهموا دوافع النقد اللاذع الذي يوجه لهم في إطار مصداقية الفهم للواقع المجتمعي الذي تعيشه مصر منذ يوم25 يناير الماضي. أن التغيير ينبغي أن يكون تقدما إلي الأمام بالبناء والتعمير وليس ارتدادا للخلف بالهدم والتدمير من خلال مناخ جديد يحقق تكافؤ الفرص ويفتح أبواب الرزق والعمل بمقاييس عادلة لا تعرف الاستثناء أو الإقصاء ولا التمييز أو التهميش. وعندما يولد المناخ الجديد يمكن أن نقول بأن مصر أصبحت علي طريق التغيير الصحيح الذي ينتقل بها من أجواء الحاجة والعجز والخوف والسلبية إلي أجواء الكفاية والمشاركة والايجابية والشعور بالأمن والطمأنينة! خير الكلام: له حجج يسميها كلاما...وما هي غير "أسياف" تسل! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله