ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية مساء الأربعاء، من كنيسة الشهيد مارجرجس بمنشية البكري بالقاهرة، وذلك في إطار اجتماعات الأربعاء الروحية التي يحرص قداسته على إلقائها أسبوعيًا. وقد أُذيعت العظة مباشرة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. صلوات العشية وترانيم الكورال بدأ اللقاء بصلاة العشية بمشاركة عدد من أحبار الكنيسة، حيث قدّم الأنبا أثناسيوس، الأسقف العام لكنائس حدائق القبة والوايلي والعباسية، كلمة ترحيب بقداسة البابا، فيما رتل فريق الكورال مجموعة من الترانيم الروحية، وشارك خورس الشمامسة في تقديم الألحان المناسبة. الراعي الأمين والرعية الواثقة فيه واصل قداسة البابا سلسلة تعاليمه تحت عنوان "أصحاحات متخصصة"، متحدثًا هذا الأسبوع عن موضوع "الراعي الأمين والرعية الواثقة فيه"، مستندًا إلى المزمور الثالث والعشرين "مزمور الراعي"، الذي يرمز إلى السيد المسيح كراعٍ يقود قطيعه إلى الطمأنينة والسلام. تأملات في المزمور الثالث والعشرين استعرض البابا تواضروس معاني المزمور من خلال ثماني نقاط رئيسية توضّح كيف يرعى الله الإنسان: "الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ": الله يسدّد احتياجات البشر بعطاياه العظمى، مثل الهواء والماء والشمس، وهو مصدر الاكتفاء الدائم، مثلما أطعم إيليا النبي في وقت الجوع. "فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي...": يرمز إلى أن الله يقود الإنسان إلى الكلمة المقدسة المتجددة وروح الحياة الذي يُشبع النفس، كما حدث مع المرأة السامرية. "يَرُدُّ نَفْسِي...": الرب يعيد الخروف الشارد إلى طرق البر، كما أعاد بطرس بعد القيامة. "إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ...": الراعي الإلهي يرافق الإنسان في الصعاب، فهو برج الحماية والأمان. "عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ...": العصا رمز للحماية، والعكاز رمز للسند والتشجيع، مثلما حفظ الله دانيال من الأسود. "تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً...": الله يشبع أولاده بالمائدة السماوية في سرّ الإفخارستيا عربونًا للحياة الأبدية. "مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي...": الروح القدس هو الزيت الذي يُلين القلب ويملأه بالفرح السماوي. "إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ...": الراعي الأمين يقود المؤمنين إلى حياة الأبد، حيث الخير والرحمة والمجد الأبدي. دعوة إلى التأمل في عطايا الله أوصى قداسة البابا المؤمنين بالتأمل اليومي في عطايا الله الجيدة، مؤكدًا أن هذا التأمل يجدد القلب ويشعل الرغبة في ملكوت السماوات. واستشهد بقول القديس مكاريوس الكبير: "السماء هي حظيرة الخراف حيث الراعي لا يفارق رعيته." علامات ثقة الرعية في راعيها وتناول البابا تواضروس مفهوم الثقة في الراعي الإلهي من خلال خمسة أركان أساسية: الإيمان العملي. طاعة الراعي. الثبات في المراعي الخضراء المتجددة. الثقة في المائدة السماوية الدائمة. اليقين من الخير والرحمة المرافقة في الطريق. تدريب روحي للمؤمنين واختتم قداسته العظة بتدريب عملي للمؤمنين:أن يكتبوا آيات المزمور الثالث والعشرين بأيديهم، ويرتلوها يوميًا، مع تدوين بعض من عطايا الله الجميلة التي يختبرونها في حياتهم اليومية، ليعيشوا في معاني المزمور بعمق وثقة دائمة في الراعي الأمين.