عندما قال البعض أن انحيازهم المسبق للمشير عبدالفتاح السيسى باعتباره المرشح «الضرورة» أتى بعد ذلك من يقول أن السيسى ليس بحاجة إلى برنامج انتخابى وبالتالى لم يكن غريبا ولا مفاجئا أن ترى حملة السيسى أنه ولأسباب كثيرة بينها الاعتبارات الأمنية عدم الحاجة إلى قيام المشير بجولات انتخابية تقليدية والاكتفاء باللقاءات المباشرة مع ممثلى الفئات والهيئات والطوائف والنقابات. والحقيقة أن السيسى لم يترك لأحد خيار البحث عن بديل آخر ومن ثم غدا تلقائيا هو مرشح الضرورة ثم أن ما جرى بين يومى 30 يونيو و3 يوليو يمثل فى حد ذاته برنامجا انتخابيا حيث كانت مصر فى هذه الأيام الثلاثة أشبه ما تكون بعابر سبيل فتحت عليه إشارات المرور فجأة وهو فى منتصف الطريق ولم يكن يدرى إلى أى اتجاه يسير إلى أن مد له السيسى يده وعبر به إلى الجانب الآخر ليكمل مسيرته إلى حيث يتمنى ويريد! كانت هذه الأيام الثلاثة أياما صعبة وثقيلة ولم يكن أحد يعرف إلى أين تتجه الريح الذى سيحدد دفة اتجاه سفينة الوطن خصوصا أن الحيرة لم تمتلك فقط جماهير وقوى 30 يونيو لفهم وتفسير إنذار المشير السيسى وإنما كانت الجماعة وحلفائها تواجه أيضا مأزق عدم الفهم وعدم الاطمئنان ومن ثم سعت إلى طمأنة قواعدها بأن الإنذار موجه بالأساس إلى متظاهرى 30 يونيو! وإذا كان البعض يزعم اليوم أنه كان وقتها على بينة مما جرى إعلانه بعد ظهر 3 يوليو لأنه كان يرى وقتها كل جوانب المشهد رؤية كاملة فإن ذلك غير صحيح.. والصحيح أن رجلا واحدا كان يعرف ماذا يريد وما هى الخيارات والبدائل.. وكيف يضمن النجاح لأحلام الناس المشروعة حتى لو اقتضى الأمر القبول والمشاركة مع من يصعب الاطمئنان لاستمرارهم فى صفوف مسيرة الإنقاذ! وكل الذين كانوا إلى جوار السيسى فى هذه الأيام الثلاثة الحاسمة فى عمر الوطن أجمعوا على أنه كان هادئ البال مرتاح النفس مليئ بالثقة راضيا عما انتوى عمله مهما تكن النتائج وما يمكن أن تحمله من مخاطر! خير الكلام: الأزمات تكشف معادن الناس ...وأنفسها من تكتشف أنه أفضل بكثير مما تظن ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله