الذين قرأوا جيدا ملامح وجه المشير عبد الفتاح السيسي وهو يتحدث بكل تلقائية وعفوية إلي جماهير الشعب المصري وعموم الأمة العربية مساء الأربعاء الماضي معلنا استجابته للإرادة الشعبية وقبول التقدم للترشح لمنصب رئيس الجمهورية وخلع بزته العسكرية التي يعتز بها. يعرفون أن القرار كان صعبا ولكنه كان حتميا لأن الذي اتخذ قرار دعم ثورة 30 يونيو بقرارات 3 يوليو واجه نفس الصعوبة وقرر أن يركب المخاطر غير مبال بأي شيء سوي مصلحة هذا الوطن الذي نذر نفسه له. والحقيقة أنه ما بين 30 يونيو و3 يوليو واجه السيسى أصعب الاختبارات وأدق الاختيارات من خلال تقدير للموقف أعده بنفسه بكل حسابات العقل وصحوة الضمير، وخلص إلي أن الأوضاع في مصر باتت تتطلب خطوة كبيرة تضعها علي طريق صحيح لانتشالها من المسار الخاطئ الذي تسير فيه، وأنه مهما تكن حجم المصاعب والتحديات والحسابات التي تحكم موقفه كقائد عام للقوات المسلحة فإن هدف تصحيح المسار يستحق أي جهد وأي تضحية. وهنا لابد من القول بأنه لم يكن ممكنا للمشير السيسي أن يصل إلي هذه القناعات الصحيحة لولا استشعاره الصحيح بوجود رغبة شعبية جارفة لتصحيح المسار خصوصا أن نبض القوات المسلحة يتوافق تماما مع نبض الشارع المصري في هذا الاتجاه، ومن ثم استخار الله وأعطي مهلة إنذار الأيام الثلاثة كفرصة أخيرة رغم إحساسه بأنه لا جدوي من نداء العقل والحكمة مع ثقافة الغرور والاستعلاء والسمع والطاعة..! وجري ما جري من أحداث متتابعة علي مدي الأشهر الأخيرة وأدرك الرأي العام أن مسألة دفع السيسي للترشح لا ينبغي أن تترك له وحده ولابد من ممارسة أقصي الضغوط النفسية التي تدق علي الوتر الحساس لديه في حب الوطن وعمق الانتماء إليه وراح كثيرون يدقون علي أسماعه حتمية عدم نسيان أن عام حكم الجماعة كان فترة من أعجب فترات التاريخ المصري وأشدها غرابة وقتامة وتهديدا للهوية... واستطيع الزعم استنادا لمصادر أثق في صدقها ودقة قولها أن القرار النهائي للسيسي لا يزيد عمره عن 45 يوما مضت. خير الكلام: ماذا أقول عن الأبطال إذ وثبوا... هم الليوث بهدب الشمس كما كتبوا !. http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله