تبقي في نهاية هذه الإطلالة علي أوراق هزيمة5 يونيو1967 ودروسها المستفادة كلمة ضرورية تقول بكل الوضوح: إننا واجهنا كارثة رهيبة عام1967 إثر الهزيمة العربية المروعة.. تلك حقيقة يجب أن نضعها في الاعتبار حتي نستطيع أن نتجنب أخطاء الماضي القاتلة, ولكيلا يتوه منا الطريق الصحيح نحو التعامل الصحيح مع ما تبقي من تداعيات تلك الهزيمة, سواء علي محور الاستيطان والتهويد الذي يوشك أن يبتلع معظم الأراضي الفلسطينية, أو علي محور الانحياز الأمريكي الذي تجسد في مواصلة حماية إسرائيل من أي عقاب دولي, وتغطية وتبرير انتهاكاتها للقانون الدولي. وهذه المواقف والقرارات الأمريكية المنحازة لإسرائيل بسفور شديد في السنوات الأخيرة لا تحمل- في رأيي- أي جديد اللهم إلا من ناحية التوقيت فقط الذي يلائم مطامع إسرائيل من ناحية, ويتفق مع التوجهات الأمريكيةالجديدة تجاه المنطقة من ناحية أخري. بوضوح شديد أقول: إنه لو أن الأوضاع العالمية عقب حرب يونيو1967 كانت تسمح بهذا السفور الأمريكي في الانحياز الصارخ للمطامع الإسرائيلية لكان كل ما نشهده اليوم قد حدث قبل45 عاما, ولكن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت حتي هذا الوقت مازالت متورطة في حرب فيتنام, وكانت هناك قوة عظمي ثانية اسمها الاتحاد السوفيتي.. ولم تكن حرب الخليج الأولي, وحرب الخليج الثانية قد استنزفتا الموارد العربية وأفرزتا واقع التشتت والانقسام وأجواء الشك والخصام التي ساعدت علي تقوية النفوذ الأمريكي في المنطقة. وهنا لابد أن نكون صرحاء مع أنفسنا, ونقول إن الواقع العربي, الذي لم يستطع عقب نصر أكتوبر عام1973, أن يرتفع إلي مستوي التحدي الذي فرضته كارثة الهزيمة عام1967, لم يؤد فقط إلي ضياع الفرصة الذهبية الوحيدة التي أتيحت لإعادة تصحيح الأوضاع والموازين, وإنما أدي إلي تهيئة المناخ لأي طامع أجنبي في أن يجد له موطئ قدم للاختراق الدبلوماسي أو العسكري للتراب العربي كما هو حادث الآن! خير الكلام: خذ العبرة ممن سبقوك لكيلا تصبح عبرة لمن يخلفونك! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله