حرب أكتوبر.. أوراق مقاتل(4) لا يمكن الحديث عن حرب السادس من أكتوبر عام1973 والزهو بإنجاز معجزة العبور بعد بناء الجسور دون العودة إلي البدايات للتعرف علي الجذور التي أنبتت روح الإقدام والتضحية والشجاعة لتأكيد القدرة علي قهر المستحيل وفضح الأسطورة. كانت الأوضاع السياسية في مصر والعالم العربي مثقلة بالأعباء النفسية التي أفرزتها هزيمة يونيو1967 في الوقت الذي توافرت فيه لإسرائيل أفضل الأوضاع السياسية والمعنوية بعد تمكنها من احتلال شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية تحت مظلة من التضليل الإعلامي في الساحة الدولية هدفها الإيحاء بأن إسرائيل حققت هذه المكاسب في حرب دفاعية! ولعل ما زاد من صعوبة الموقف العربي من ناحية وتعاظم حدة الشعور بالغرور والثقة الزائدة لدي إسرائيل من ناحية أخري أنه بعد سنوات قليلة من وقوع هزيمة يونيو1967 وفي ضوء توقف حرب الاستنزاف ورحيل جمال عبد الناصر عام1970 استجدت علي الساحة الدولية متغيرات وتحولات مهمة بلغت ذروتها في الإعلان المشترك بين الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون والزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف عام1972 بانتهاء الحرب الباردة بين القوتين العظميين وبدء مرحلة جديدة في العلاقات الدولية أطلق عيها اسم مرحلة الوفاق العالمي. كان هذا الإعلان الأمريكي السوفيتي يحمل في مضمونه دلالات مريحة لإسرائيل التي ضمنت استمرار الدعم الأمريكي الذي يحفظ لها استمرار تفوقها بينما تلقي العالم العربي رسائل واضحة مفادها أن مقتضيات الوفاق العالمي تفرض علي الاتحاد السوفيتي قيودا في حجم ونوعية إمداداته العسكرية لمصر وسوريا بدعوي بالغة الغرابة مفادها أن أهم بنود الوفاق العالمي هو العمل علي تهدئة النزاعات الإقليمية وفي مقدمتها النزاع العربي الإسرائيلي الذي لا يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وحدها وإنما يهدد الأمن والسلم الدولي ويتناقض مع روح الاتفاق الأمريكي السوفيتي لطي صفحة الحرب الباردة وبدء مرحلة الوفاق العالمي! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: من بين حطام الزلازل تولد إرادة البناء! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله