لم يكن الفريق أول عبد الفتاح السيسي هو أول من أضاف إلي التعبير الشعبي مصر أم الدنيا عبارته الشهيرة وحتبقي قد الدنيا قبل نحو شهرين وإنما سبقه إلي الاعتراف بأهمية مصر القائد الفرنسي الشهير نابليون عندما قال عنها قبل أكثر من مائتي عام أنها أهم بلد في الدنيا. وكلا الرجلين مع اختلاف الجذور والدوافع كان ينطلق في مقولته من خلفية عسكرية تستند إلي رؤية استراتيجية ومن فهم عميق لجذور وركائز القوة المصرية التي تشمل الموقع والدور والشخصية المصرية بصلابتها وعمق انتمائها! والحقيقة أن عبارة الفريق السيسي كانت واحدة من أهم مفاتيح التواصل بين الرجل وجمهوره المتنامي علي طول البلاد وعرضها بعد أن استبق مقولته بخطوات جريئة وشجاعة سبقت وتلت يوم30 يونيو حيث بدت قدرته علي المواجهة والحسم في ظرف بالغ الدقة والحساسية والصعوبة لا تصلح معه سياسات الحلول الوسط ويتطلب سرعة اتخاذ القرار وسرعة حسم الأمور تعبيرا عن صدق الاستجابة لنداء الشعب وهو ما جعل منه رجل المرحلة بغير منازع حيث ينظر إليه الناس كرمز حي للقدرة علي الإنجاز بروح الفهم العميق للتطلعات المشروعة للشعب. وإذا كان بعض من يتعاطون السياسة في بعض الدكاكين الحزبية لديهم حسابات تحكم رؤيتهم لمستقبل مصر ويحاولون إلباس الحق بالباطل تارة برفع شعارات جوفاء من نوع رئيس ذو خلفية مدنية أو القول بأن بقاء الفريق السيسي في موقع وزير الدفاع يمثل ضرورة وطنية فإن أكثر ما يغيب عنهم هو أن مصر بعد30 يونيو قد تغيرت وأدت متغيراتها المتلاحقة إلي تغيرات أعمق في محيطها بل وخارج إقليمها. و ما بين رغبة شعبية جارفة ومناورات سياسية لم تعد تلقي اهتماما بها ولا يوجد أحد في مصر علي استعداد لأن يودع أحلامه وآماله في سراديبها ينتظر المصريون كلمة الفصل في هذا الأمر من الفريق أول عبد الفتاح السيسي... وظني أنه لن يخذل شعبا يناديه ردا علي جميل هذا الشعب الذي لبي له من قبل نداء التفويض! خير الكلام: الحكمة في المواءمة بين ما نتمناه وما يمكننا بلوغه! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله