هذه الجولة الأوروبية التى يقوم بها حاليا الرئيس عبدالفتاح السيسى وتشمل إيطاليا والفاتيكان وفرنسا تمثل - حسب اعتقادى - نقطة البداية الضرورية فى إطار التحرك المصرى المطلوب لحث المجتمع الدولى على فهم طبيعة الأوضاع فى الشرق الأوسط فى ضوء تعاظم تحديات الإرهاب والتطرف والتى تتصدى لها مصر بكل جسارة.. بل إننى أقول أكثر من ذلك حيث أرى فى جولة السيسى مدخلا صحيحا لتحرك أوسع - بمشاركة أطراف عربية صديقة وفاعلة - على امتداد الساحة الدولية من أجل إحباط المخطط الخبيث والملعون الذى ظهرت بعض إشاراته فى الآونة الأخيرة للإيحاء بأن الإرهاب مرتبط بالإسلام، استنادا لأنشطة وجرائم تمارسها جماعات مازالت - حتى هذه اللحظة - تحظى بقدر من الرعاية داخل الساحة الأوروبية التى توفر لها ملاذات آمنة باسم حقوق الإنسان. وإذا كان من الطبيعى أن يكون من بين أولويات الجهد المصرى الراهن هو استمرار التنبيه إلى المخاطر التى يمكن أن تترتب على احتضان بعض الدول الأوروبية لقيادات وفصائل تكفيرية وإرهابية وبالتعامى عن حقيقة ارتباط أمن واستقرار وسلامة الشرق الأوسط بأمن واستقرار وسلامة أوروبا فإن مصر لا تريد من أوروبا سوى أفعال تؤكد عمق المصداقية بشأن الجدية فى مكافحة الإرهاب استنادا إلى جوهر القيم الدينية والإنسانية المشتركة بيننا وهى قيم تحض على السلام والتعايش ونبذ العنف والإرهاب والكراهية. ومن المؤكد أن الحماس الدولى الراهن لمواجهة الإرهاب المتنامى فى الشرق الأوسط تحت رايات القاعدة وداعش والجماعة المحظورة فى مصر يمثل تطورا إيجابيا يصب فى مصلحة الأهداف المرتجاة من جولة الرئيس السيسى الأوروبية ويعزز من صحة رهان الدبلوماسية المصرية النشيطة بقيادة الوزير النابه سامح شكرى بأنه مهما طالت فترة الصبر والصمت فى الدوائر العالمية - خاصة أمريكا وأوروبا - تجاه التيارات السياسية المتأسلمة فإن الأمر فى النهاية لابد أن يعود إلى نقطة البدء الصحيحة التى يستشعر فيها الجميع أن استمرار سياسة الصمت والسكوت قد تفضى إلى ردة مخيفة لا يقتصر خطرها على الشرق الأوسط وحده... وأوروبا هى أقرب منطقة يمكن أن يمتد إليها لهب الإرهاب ونيرانه. خير الكلام: من لا يتحسب للغد تفاجئه الكوارث! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله