استنادا إلي ما ورد في التوراة فإن اليهود الذين كانوا عبيدا في مصر إبان عهد الفراعنة هم الذين اتجهوا لاحتلال أرض فلسطين الحالية التي كان يطلق عليها آنذاك اسم أرض كنعان. واستنادا إلي صفحات التاريخ الحديث فإن اليهود الذين كانوا منبوذين في شتي أنحاء الأرض وبالذات في أوروبا التي لم تسمح لهم بأكثر من حق الإقامة في حارات وأزقة مغلقة تسمي الجيتو هم أنفسهم الذين خططوا ودبروا ومولوا لجريمة اغتصاب أرض فلسطين وانتزاع قرار من الأممالمتحدة عام1947 بتقسيم فلسطين إلي دولتين إحداهما يهودية والأخري عربية. ومن المؤسف أن الشعوب الأوروبية التي عانت طويلا من غدرهم هي التي ساعدتهم علي ارتكاب جريمة اغتصاب فلسطين تحت وهم الاعتقاد الخاطئ بأن ذلك سوف يؤدي إلي تخليص أوروبا من وجودهم فيها... وقد ثبت للأوروبيين أنهم كانوا مخطئين في اعتقادهم وأن طبيعة الشخصية اليهودية المليئة برواسب من الشكوك والهواجس المفتقرة إلي الإحساس بالأمن والاستقرار لايمكن لها أن تضع كل رهانها في اتجاه واحد.. ومن ثم لم يقبل اليهود بالارتحال كلية من أوروبا والانتقال إلي الجنة الموعودة في فلسطين وإنما بقيت لهم جيوب وبؤر عديدة ومؤثرة في أهم العواصم الأوروبية. ولهذا لم يكن غريبا أن تظل أوروبا التي ذاقت منهم الأمرين هي نافذتهم الرئيسية للإطلال علي العالم- حتي الآن- بآلة إعلامية صهيونية رهيبة مهمتها تبرير أي ضربة يقوم بها اليهود ضد العرب بدءا من مذابح دير ياسين(48) و الصابحة(55) والأسري المصريين(1956 و1967) ومذبحة أطفال مدرسة بحر البقر عام1970 وصابرا وشاتيلا عام(1982) ومحمد الدرة وكل رفاقه من أطفال الحجارة عام2000 ومذبحتي قانا عامي1996 و.2006 وليست هذه السطور مجرد نبش في الماضي وإنما لتأكيد أهمية حاجتنا في هذه المرحلة إلي نوبة صحيان وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام من صار عسلا أكله الذباب! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله