62 عاما منذ قيام ثورة 1952، ونحن نبحث عن التقدم الاقتصادى والصناعي، والديمقراطية، لا حققنا تقدما ولا ديمقراطية، ويبدو لى من حالة الفوضى والضبابية السائدة. وعدم وضوح الرؤية لأولويات تقدم مصر، وتحدى الإرهاب الذى تواجهه البلاد حاليا أننا سوف نستهلك وقتا طويلا مجددا قبل أن ننجز تقدما أو ديمقراطية، فقد ارتضينا حياة «أشبه» بالحياة فى الدول المتقدمة، وشوارع وطرقا ومدارس ومستشفيات «أشبه» بما هى عليه المدارس والمستشفيات والطرق فى الدول المتقدمة، لم نحاول كما فعلت الدول التى تقدمت أن نتعلم بجدية من دروس التقدم، كم كتابا ترجمنا وقرأنا عن الثورة الصناعية فى أوروبا؟ كم كتابا ترجمنا وقرأنا عن تجربة اليابان أو كوريا أو ماليزيا أو حتى إيران فى التقدم الاقتصادى والصناعي؟ كم مهندسا أرسلنا إلى كوريا الجنوبية لتعلم صناعة السفن التى أصبحت كوريا الأولى على العالم فيها؟ كم تربويبا أوفدناه إلى اليابان أو إلى الولاياتالمتحدة ليتعلم من دروس العملية التعليمية الراقية فى هاتين الدولتين الأكثر تقدما فى التعليم فى العالم؟. كم كتابا ترجمناه أو قرأناه عن التقدم الصناعى المذهل الذى حققته اليابان على مدى ال60 عاما الماضية التى غرقنا خلالها فى الصراع العربى الإسرائيلى دون حتى أن نحقق السلام الذى ننشده أو تعود أرض فلسطين لأصحابها؟. التعليم هو بوابة التقدم، وإن لم نتعلم من العالم بشكل صحيح، فلن نحقق لا ديمقراطية، ولا تقدما اقتصاديا وصناعيا، لابد أن نعيد النظر فى طريقة حياتنا، وأن نفعل مبدأ الثواب والعقاب فى كل المجالات بعد أن غاب حتى ساد شعور شعبى بأن الدولة أسقطت مبدأ معاقبة المخطئ خوفا من حالة الفوضى الحالية، ومن «النشطاء السياسيين والثوريين»، وأصبحت كل مؤسسة عامة أو وزارة «تطبطب» على موظفيها وتخشى عقابهم لانهم سوف «يشوشرون» على رئيس الهيئة أو المؤسسة أو على الوزير لدرجة أن السيد رئيس الوزراء يقوم بجولات يومية لمستشفيات ومدارس وغيرها... ويشتكى له التلاميذ والأهالى من قذارة المدارس والتكدس، وكذلك المرضى فى المستشفيات، ولا يحول مسئولا واحدا إلى النيابة أو للتحقيق، وعندما زار مستشفى الدمرداش، لم يجد النواب ووجد المستشفى فى حالة فوضى عارمة، وعدم نظافة، ولم يتخذ اجراء واحدا، ولم يعاقب مسئولا، يا سيدى رئيس الوزراء، إن لم تعاقب وتكافئ خلال زياراتك الميدانية، فما الفائدة منها، وإن لم يكن لديك رؤية لتطوير الطرق لمنع الحوادث والمستشفيات والمدارس تطرحها، فما الفائدة من الجولات؟. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم