فى حلقة من برنامجه "لعلهم يفقهون" على قناة dmc، أكد الشيخ رمضان عبد المعز على أن التمكين والنصر والسيادة فى الأرض هى وعد إلهى للعباد الصالحين، مشددًا على أن العمل الصالح هو البرهان الحقيقى والدليل القاطع على صدق الإيمان. واستهل الشيخ حديثه بالإشارة إلى خواتيم سورة الأنبياء، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أن الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِى الصَّالِحُونَ". وأوضح أن هذا الوعد بالتمكين والرفعة والنصرة والتوفيق ليس مجرد أمنية، بل هو سنة إلهية مرتبطة بشرط أساسى وهو "الصلاح". وشرح معنى أن يكون الإنسان "صالحًا"، موضحًا أنه "من يفعل الصلاح"، فيصلح الله ما بين يديه، ويقول القول الصالح، ويعمل العمل الصالح. وأكد الشيخ رمضان أن العمل الصالح فى القرآن الكريم هو "قرين الإيمان"، فلا تكاد تُذكر "الذين آمنوا" إلا وتتبعها "وعملوا الصالحات". واستشهد بعدة آيات قرآنية لترسيخ هذه القاعدة، منها سورة العصر: "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ"، وسورة الكهف: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا"، وبدايات سورة البقرة: "وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أن لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ". وحذر الشيخ رمضان من الإيمان القولى الذى لا يتبعه عمل، مستشهدًا بمقولة "إن قومًا غرتهم الأمانى قالوا إنا نحسن الظن بالله، كذبوا، لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل". وأضاف أن أمارة الإيمان الحقيقى هى العمل الصالح، مستدلًا بالحديث الشريف: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"، مما يربط بشكل مباشر بين الجوارح والقلب والإيمان. واختتم حديثه بالتأكيد على أن أخلاق المؤمن وسلوكه هما انعكاس مباشر لإيمانه، فالنبى صلى الله عليه وسلم قال: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، مبينًا أن الإيمان الصحيح يثمر حتمًا عملًا صالحًا وخلقًا قويمًا.