كنت من أشد المعارضين لفكرة الدروس الخصوصية لأبنائى ولكننى وجدت نفسى مضطرة لأن أصبح مثل بقية أولياء الأمور الذين يبحثون عن مدرسين لأبنائهم لأرفع من مستوى لغاتهم وأزيد من نسبة تحصيلهم الدراسى ...أتصلت بمدرس أبنائى فى المدرسة فى منتصف أغسطس للاتفاق معه مبكرا على موعد للدروس الخصوصية للعام القادم، وإذا بى أفاجأ برغم اتصالى به قبل الدراسة بأكثر من شهر بأن جدوله مشغول وأنه لايوجد لديه موعد لأن لدية موعد مع عدد من الطلبة فى جميع المراحل التعليمية الابتدائية والاعدادية والثانوية. أما مدرس آخر فإن الدرس لايقل عدد الطلبه فيه عن 15 طفلا برغم أنه يدرس علوم ورياضيات أما المراكز التعليمية فحدث ولاحرج فلقد بدأ الموسم الدراسى منذ بداية شهر أغسطس وخاصة طلاب الثانوية العامة ... وإذا بى أجد عدد الطلاب به تجاوز المئات برغم ان الدراسة لم تبدأ بالفعل. كما أننى فوجئت بالمدارس وبصفة خاصة القومية والخاصة تزيد من قيمة المصروفات الدراسية دون ضابط او رابط ويقومون بتحصيل المصروفات تحت ما يسمى تحت الحساب وعلى ولى الامر ان يدفع المصروفات مهما زادت قيمتها وإلا سيحرم ابنه من دخول الامتحانات ومن تسجيل اسمه فى كشوف العام التالى وكل هذا فى غياب الوزارة التى تفاجئنا بان العام الدراسى سيبدا لمدة اسبوعين انشطة برغم ان جميع الاهالى يلهثون وراء الدروس الخصوصية حتى يتمكن ابنائهم من الانتهاء من المناهج المقررة. لماذا لايتم الدمج بين الانشطة والحصص المدرسية حتى لايمل الطلبة وخاصة تلك الذين فى المراحل الابتدائية .....ولماذا يتم التدريس فى الفصول باسلوب وفى الدروس الخصوصية والمجموعات الدراسية بأسلوب اخر ......والى متى ستظل هذه المنظومة تعانى من الفشل ومن التخبط ومن عدم وجود رؤية حقيقية لتطوير التعليم وخاصة انها المسئولة عن تخريج اجيال يمكن ان نقول عليهم شباب ورجال المستقبل او قادة المستقبل لذا يجب الاهتمام بتطوير منظومة التعليم والا تقتصر على المكسب السريع فقط دون وجود اهداف حقيقية او رغبة حقيقية فى التطوير ....ورفقا بأولياء الأمور الذين يتكبدون الكثير من مصروفات دراسية وزى مدرسى وكتب خارجية ثم بعد ذلك دروس خصوصية.... ويجب أن تعى هذه المدارس ان التطوير لازم وضرورى لأن بناء الانسان الذى يبدأ من الطفولة أهم من أموال الدنيا كلها. وأخيرا لنتذكر قول الشاعر لم يدخل الأعداء من حدودنا ولكنهم تسربوا كالنمل من عيوبنا . [email protected] لمزيد من مقالات سامية أبو النصر