أكبر مشكلة تواجه الآن الأسرة المصرية عندما بدأ العام الدراسي الجديد في موعده بالرغم من إضراب واعتصامات المعلمين لما يواجهونه من مشكلات ويرون أن الطريق الأمثل والأقصر لحلها في الاعتصامات والامتناع عن التدريس شأنهم شأن أي مواطن يري أن في حل مشكلته الاعتصام وهم بذلك ضربوا عرض الحائط بالمثل والأخلاقيات التي لابد وأن يتحلي بها المعلم ولابد أن تنعكس بطريقة إيجابية علي الطلاب. وانعكس ذلك علي تدهور العملية التعليمية حيث أصبحت المدارس بلا مدرسين وأصبحت الفوضي هي السمة الأساسية في كل المدارس بوجه عام وفي المدارس الحكومية بوجه خاص.. حيث التزمت المدارس الخاصة بجميع مراحلها الدراسية بالعام الجديد وبدأت بالفعل في تدريس المناهج التعليمية للطلبة والتزم الطلاب بها خشية الرسوب وخاصة وأنهم لم يشعروا بأي تغيير طرأ علي مدارسهم حيث تم الإعلان عن الجداول والتزم المعلمين بمواعيدهم. والعكس صحيح بالمدارس الحكومية.. فقد شهدت فوضي إثر امتناع بعض المعلمين أداء واجباتهم الوظيفية مما اسفر عن تأخر الطلاب عن تحصيل مناهجهم الدراسية ونتج عن ذلك ظهور مجموعات من المعلمين انتهزوا تالك الفرصة الثمينة وقرروا اغتنامها عن طريق تكوين مجموعات دراسية خاصة "بريفت" خاصة لطلاب الشهادات سواء الابتدائية والإعدادية أو الثانوية بمرحليتها وبعد أن كان الطالب يلتحق بتلك الدروس والمجموعات الدراسية في التيرم الثاني من العام الدراسي بدأ منذ اليوم الأول البحث عن الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية ليعوض ما فقده من العملية التعليمية المفترض أن تتوفر بالمدارس مما أدي إلي استياء واستنكار أهالي الطلبة وخاصة وأنهم قاموا بدفع المصاريف وذاقوا الأمرين لحين استلامهم الكتب المدرسية وشراء الزي المدرسي مما أثر علي حالات الأسر الاقتصادية وخاصة وأن أغلبهم من متوسطي الدخل. وأكدوا بأنه منذ اليوم الدراسي الأول قامت إدارات المدارس بمطالبتهم بتسجيل أسماء أبنائهم في مجموعات التقوية بالمدارس ويتساءلون ما الفائدة إذن التي تعود علي أبنائهم من ترددهم والتزامهم بالذهاب للمدرسة إذا كانوا سيتلقون التعليم عن طريق تلك المجموعات وعند المدرسين الخصوصيين والذين لا يرحمون ظروفهم المادية؟! بل إن بعض المدارس قامت بإجبار الطلبة دفع مبالغ معينة بحجة تزيين وتجميل فصول المدرسة فهل من واجبات الطلبة وأسرهم تجميل المدارس علي حسابهم الشخصي؟ حيث أكد رجب عبدالمنعم نجار موبيليا بأن لديه ولداً وبنتاً بإحدي المدارس الحكومية حيث إن ابنه في السنة السادسة الابتدائية والبنت في السنة الرابعة بنفس المرحلة وأنه اضطر نظرا لاضراب المعلمين أن يلحقهما بالدروس الخصوصية والتي ارتفعت بصورة مبالغ فيها هذا العام حيث إنه يدفع 100 جنيه في حصتين فقط لابنه لأنه شهادة و50 جنيها لابنته بما يفوق طاقته وقدرته المادية ويتساءل إذا كان مضطرا لإلحاقهما بالدروس الخصوصية فما الفائدة التي تعود عليه من المدرسة بعد أن دفع كافة المصاريف وشراء الكتب والزي المدرسي؟ وأضاف بأن أغلب الأسر والذين يلحقون أبنائهم بالمدارس الحكومية يكونون متوسطي الحال ولا يملكون ثمن مصاريف المدارس الخاصة باهظة الثمن حيث إنه يعاني أيضا من الظروف المعيشية الصعبة لأنه لا يملك مسكنا ولكنه يستأجر شقة لأسرته بسعر 400 جنيه شهريا كإيجار حديث فكيف له من ثمن الدروس الخصوصية أشار صبري حبيب موظف بجمعية بأن لديه ابنين ويعاني أيضا من مشاكل الدروس الخصوصية والذي يقوم مدرس المواد التعليمية بالإعلان عنها بالمدارس بل إن بعضهم يقوم بإجبار التلاميذ للالتحاق بتلك الدروس دون مراعاة للمستوي التعليمي للطالب سواء أكان متفوقا أو متوسط الذكاء وكأنها عملية تجارية بحتة فأين واجب المعلم تجاه تلاميذه؟ وعندما فكر المعلمون في الإضرابات والاعتصامات كانوا يبحثون عن مصالحهم الشخصية فقط دون مراعاة لمصالح الطلبة من الناحية التعليمية. أضاف كمال حسن محمد- نقاش: بأن لديه ابنين بالمرحلة الإعدادية ولأن المدرسة لا تعطي الطالب حقه من ناحية شرح الدروس ومدي استيعاب الطلاب للمناهج التعليمية فيضطر ولي الأمر إلي اللجوء للدروس الخصوصية التي هي آفة يجب القضاء عليها لأنها تستنزف أموال الأسرة طوال العام الدراسي وخاصة قبيل الامتحانات والتي يرتفع فيها سعر الحصة بصورة مبالغ فيها بحجة أنها مراجعات أساسية لابد أن يحصل عليها الطالب ويؤكد بأن الأهالي تكفيهم المصاريف الدراسية للمدارس والكتب والزي المدرسي وأيضا تجيء الدروس الخصوصية لتثقل كاهل الأسرة بعبء مادي جديد ويتعجب من تفاوت العملية التعليمية من مدرسة لأخري حيث إن المدارس الخاصة تولي اهتماما خاصا بتلاميذها ومستوي تحصيل الطالب لعلومه والعكس صحيح في المدارس الحكومية والتي من المفترض أن تكون العملية التعليمية بها علي أعلي مستوي. يؤكد مقبل الأسيوطي- بائع أنه نظرا لحالته المادية فقد فكر أكثر من مرة ألا يعلم أبناءه ولكنه تراجع حيث رأي أن من واجبه كأب أن يقوم بتثقيف أبنائه حتي ينالوا حظا أوفر من حظهم في الحياة ولأن لديه ابنين في المرحلة الابتدائية واكتشف بأن المدرسة لا تقوم بدورها الفعال اضطر أن يتجه للدروس الخصوصية شأنه شأن أغلب الأسر وتكلفه المادة الواحدة شهريا للابن نحو 100 جنيه وأن بعض المواد 50 جنيها حسب المرحلة الدراسية فلكل مرحلة تسعيرة محددة فأين الرقابة علي المدرسين وأين مجموعات التقوية بالمدارس والتي يجب أن تكون مجانية لتحسين العملية التعليمية والارتقاء بمستوي الطلاب. وأشار محمد بيومي أحمد بأن التزاماته المادية كبيرة وفوق حدود احتماله لأن لديه ثلاثة أبناء بمراحل التعليم المختليفة ابتدائي وإعدادي وثانوي وأكثر ما يستنزف أمواله ابنه في المرحلة الثانوية حيث إن المراكز التعليمية علي إثر إضراب المعلمين زادت أسعارها للضعف وذلك لإقبال الطلبة عليها كي يعوضوا نقص تدريس المواد بالمدارس ويوجه نداءه للمعلمين بأن المواطنين اكتفوا بالفعل من الاعتصامات التي أصبحت في كل مكان وأن واجب المعلم داخل مدرسته وإذا كان لديه شكوي أو أية حق لم يحصل عليه فليعترض ولكن بالأساليب المشروعة والتي لا تضر غيره ولأن أغلب المعلمين آباء وأمهات فلابد أن يقدروا مسئوليتهم تجاه أبناء الغير وأن يقوموا بواجباتهم علي أكمل وجه ويبحثوا أيضا عن حقوقهم ولكن في حدود عدم ضرر أي شخص. أكدت سمية محمد مهندسة أن ابنائها في إحدي المدارس الخاصة والتي بدأت منذ اليوم الأول الدراسة بجدية وتتعجب لما أصاب العملية التعليمية من تجاوزات والتي لابد وأن يتم وضع حدود لها فماذنب الطلبة وأسرهم فيما يحدث وإذا كان المعلمون يريدون الإضراب لبلوغ هدف معين فلابد أن يكون إضرابا شاملا بمعني أنهم لابد أيضا أن يضربوا عن الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية وليس في المدارس فقط. أشارت فاطمة السيد مدرسة إلي أنها وإن كانت موافقة علي مطالب زملائها إلا أنها تعترض علي الاعتصامات وتؤكد بأنه لاذنب للطلاب وأن كل معلم لديه واجبات لابد وأن يؤديها وبعدها يبحث عن حقوقه. أضاف محمد محمود مدرس أنه من خلال بادرة الوزير للاستجابة لمطالب المعلمين في قراره بتثبيت المدرسين المؤقتين في بعض المحافظات وترقية أعداد كبيرة منهم ووعده بزيادة الحوافز فلابد وأن تنتهي تلك الإضرابات حتي يسود الهدوء المدارس والاستقرار للأسرة المصرية التي كل همها وشغلها الشاغل تعليم أبنائها لأن التعليم أساس الرقي لأية مجتمع. واستنكارا لمواقف المعلمين تضامن بعض المدرسين مع أهالي الطلبة وأكدوا بأنه ليس من المقبول أو المنطقي أن يوم المعلمون الذين هم قدوة للتلاميذ بالتجمهر وإغلاق بعض الشوارع في محاولة منهم للضغط لتحقيق مطالبهم فكيف بعدها نطالب الشباب والطلاب بضبط النفس ودفع عجلة الإنتاج لزيادة الاقتصاد ولكن مجموعة من المدرسين والذين يؤدون اليوم الدراسي علي فترتين احتجوا علي طريقة عملهم حيث إنهم طوال اليوم الدراسي من 7 صباحا وحتي 7 مساء في جداول تعليمية مشحونة مما يصيبهم بالإرهاق البدني والنفسي وطالبوا برفع الظلم عن مدرسي الفترتين ووقف العمل بهذا النظام في المدارس وتوفير عدد كاف من المدرسين إذا كان ولابد أن يسود هذا النظام نظرا للأعداد الضخمة للتلاميذ.