تشن اسرائيل حرب ابادة على اشقائنا الفلسطينيين فى غزة، فلا تكتفى بقتل الاطفال والنساء والشيوخ بل أيضا تدمر البنية التحتية من منازل ومستشفيات ومدارس وطرق وكهرباء ومياه، ولا تتورع كعادتها عن تدمير أى شىء من البشر الى الحجر متحصنة بقبتها الحديدية ضد الصواريخ وحماية امريكا فى مجلس الأمن وكخزانة تمدها بالمال والاسلحة. وفى الوقت يتظاهر فيه الكثيرون فى الدول العربية والغربية ضد الحرب البربرية الاسرائيلية ومجازرها فى غزة، إلا ان الإعلام المصرى أظهر لنا نوعية من الصهاينة العرب ممن يؤيدون إسرائيل ويقفون ضد الفلسطينيين بحجة أنهم ضد حماس الإرهابية، فارتفعت رايات التأييد للعدوان، والتنديد بالضحايا، وإذا كانت عوامل اللغة والدين والجوار لم تشفع لدى المتصهينين ليتعاطفوا مع غزة وأهلها، فعلى الأقل فليتعاطفوا معها من منظور الأمن القومى المصرى، حيث جرت العادة منذ فجر التاريخ أن كانت الشام (بما فيها فلسطين) هى بوابة غزو مصر، وإذا كل هذه العوامل لم تشفع لهم، فليتعاطفوا معها من منظور إنسانى بحت بعد سقوط الآلاف من الشهداء والمصابين أغلبهم من الشيوخ والنساء والأطفال، إلا أنهم يبدو قد فقدوا حتى إنسانيتهم. والى الذين يعيبون على حماس جهادهم ضد محتليهم ليسقط بينهم ضحايا من الابرياء نتساءل: متى كانت توازن القوى عاملا للجهاد ضد الاحتلال؟ فلو أنتظرت الأمم حتى تصبح اقوى من عدوها لما استطاعت الشعوب أن تنتزع حريتها واستقلالها من براثن المحتلين، اتركوا غزة فأهلها أدرى بشعابها، وقد أثبتت بسالة المقاومة الفلسطينية التى تتصدى بوسائلها المحدودة لترسانة الأسلحة الصهيونية، إن غزة هى رمز العزة. لمزيد من مقالات جمال نافع