هل أرادت المقاومة في غزة وعلى رأسها حماس "جر شكل إسرائيل" كما أخذ يروج بعض المتصهينين العرب في الإعلام الشامت في الدماء والمدافع عن العدوان والإرهاب النازي صراحة وبلا خجل في سلوك يزداد وقاحة وخروجا عن القيم الدينية والوطنية والعروبة والإنسانية؟. إسرائيل لا تحتاج إلى من يجر شكلها لتفتك بغزة أو حتى بالضفة الغربية التي تحتلها فهي لم تتورع أن تقتل نحو عشرة فلسطينيين فيها خلال احتجاجات قبل أيام على ذبح أشقائهم في غزة، وهي مظاهرات سلمية وهم في الضفة التي لا تنطلق منها صواريخ وتخضع للحراب الصهيونية بمساعدة سلطة رام الله. إسرائيل لا تتورع أن تضرب غدا خارج فلسطين، أي بلد عربي ترى أن لديه ما يمثل خطرا عليها، فهي احتلت لبنان لفترة، وتعتدي عليه وعلى سوريا باستمرار، وقصفت مفاعل العراق، وقتلت جنودا مصريين أكثر من مرة رغم وجود معاهدة سلام، وهي لديها خطط جاهزة لضرب القدرات النووية الإيرانية ولولا أن واشنطن تلجمها ولولا أنها تخشى ردا عنيفا ومباشرا من طهران ومن وكلائها في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله لفعلت. إسرائيل تعتبر الفلسطينيين شعبا بلا حق في الأرض وتريد محوه من الوجود وليس من أرضه فقط حتى لا يبقى هناك من ينغص عليها ويطالب بحقوقه التاريخية المشروعة ويجعل الإسرائيلي القادم من الشتات مغتصبا ومحتلا ومستوطنا. إسرائيل تنازع الفلسطينيين جميعا العداء سواء المعتدل والمطبع والمتعاون منهم أو المقاوم والمناضل والمكافح وما فعلته مع عرفات الذي تفاوض معها ووقع معاهدات واتفاقات السلام ومنحها من الاعتراف ما أرادت ثم أنهته بصورة مأساوية محاصرا معزولا حتى مات مسموما على يديها شاهد على ذلك، والرجل الذي دعمته وأرادته بديلا لعرفات وهو الرئيس الحالي محمود عباس تعمل على تكسيره باستمرار وإفشاله وعدم منحه أي شيء يقدمه لشعبه فيما يسمى مفاوضات السلام. لا عزيز عند الصهاينة ولا حليف ولا صديق لهم، هم لا يعرفون إلا انفسهم فقط، وهم يعتبرون العالم كله عدوا لهم وليس العرب وحدهم، وهم لا يثقون في أحد وأكثر ما يخشونه هم الفلسطينيون لأن وجودهم على قيد الحياة حتى بدون مقاومة وفي حالة سبات يؤرقهم باعتبارهم أصحاب حق تاريخي لا يسقط مهما مرت القرون ويبقى الحق قائما حتى آخر طفل فلسطيني. إسرائيل افتعلت تلك الحرب ردا على اتفاق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة التوافق ولكي تدمر أي وحدة وطنية فلسطينية وتطيح بأي تحركات لاستئناف المفاوضات وأيضا لتدمير فصائل المقاومة التي تطور نفسها كما بدا في الرد على العدوان، وإسرائيل تريد سفك أكبر كمية من دماء غزة ليكون ذلك عامل ضغط على المقاومة ولذلك تقتل وتدمر فقط ولو تمكنت لسوت بالقطاع الأرض ولديها الدعم الغربي الوقح والدعم من بعض العرب للأسف، لكنها مع ذلك تخسر عسكريا وستخرج مهزومة سياسيا وهي بعد أكثر من 22 يوما من العدوان الشرس لم تستطع تركيع المقاومة وغزة ولا تحقيق أي من أهدافها. لا يعقل أن تقوم حماس بعملية انتحار سياسي ووجودي لها في غزة وتقضي على مستقبلها بجر شكل إسرائيل عندما تظهر أمام الفلسطينيين بأنها تتسبب في إسالة دمائهم وتدمير بيوتهم وزيادة وطأة الحياة عليهم أكثر مما هي جراء الحصار الظالم. لا يعقل أن تجر المقاومة شكل إسرائيل لتجريب صواريخها فيها والكشف عن قدراتها بشكل عملي فرغم التطور العسكري للمقاومة المحاصرة والمراقبة إلا أن الكفة تظل مائلة وبشدة لصالح إسرائيل. إسرائيل كيان دموي، اعتادت كل فترة قصرت أم طالت أن تقوم بعدوان للتغطية على التناقضات الداخلية في مجتمعها ولحشد المستوطنين وراء جدران الخوف ولأسباب انتخابية وحزبية، ولإثبات أنها قوة لا تقهر لكنها هذه المرة هي من تخاف وتعيش في الملاجئ رغم أنها تضرب بحقد أسود. جر الشكل مبرر لا محل له من الإعراب ومن لا يريد التعاطف مع الدماء ليس مطالبا أن يقدم مبررات شديدة السخف والانحطاط. إسرائيل لا تحتاج من يجر شكلها فهي التي تجر شكل طوب الأرض. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.