الذى لا يريد أن يفهمه البعض أن الثورة حالة لحظية يعبر فيها الناس عن رفضهم للظلم والاستبداد وغياب العدالة الاجتماعية ولكن عندما يراد لها أن تصبح حالة دائمة فإنها تفقد معنى الثورة وتصبح جسرا لشواطيء الفوضى وعدم الاستقرار وانهيار الدولة. وبعض المحللون فى الغرب لا يريدون أن يستوعبوا أبعاد المشهد المصرى ووقائعه الدامية على مدى أكثر من 3 سنوات وكيف أن المصريين بوسطيتهم واعتدالهم الدينى والسياسى لم يتحملوا استمرار الهياج الثورى والفوضى تحت رايات متعددة فكان خروجهم الكبير فى 30 يونيو وتعلقهم بالمشير السيسى كرمز وأمل لاستعادة هيبة الدولة وإنهاء كل مظاهر الفوضى والتسيب. الثورة نقيض للدولة ومن ثم فإن القائلين بضرورة الإبقاء على الحالة الثورية حتى تتحقق مطالبها هم الذين لا يريدون وجود للدولة التى تضطلع بمهمة إرساء الاستقرار ودفع عملية التنمية والسير على طريق الإصلاح الاجتماعى والاقتصادى وتوفير الأمن والأمان! وليس معنى ذلك أن الثورة خطأ أو خطيئة فما أكثر وأعظم الثورات التى غيرت وجه الحياة فى مجتمعاتها عندما أدرك القائمون عليها أن الثورة حالة لحظية وليست حالة دائمة وأنه من زخم اللحظة الثورية يمكن تغيير هياكل الدولة وتجديد نظام الحكم بما يلبى مطالب واحتياجات الناس على غرار ما فعلت ثورتا 23 يوليو 1952 و30 يونيو 2013. وفى اعتقادى أن الرئيس السيسى يدرك تماما أن مهمته الأولى ومسئوليته الكبرى هى استعادة الدولة المصرية لعافيتها وهيبتها ومكانتها حتى يمكن الشروع فى ترتيب الأولويات على طريق رد الحقوق وتلبية الطموحات تحت مظلة عادلة وشفافة تغلق الأبواب والنوافذ أمام محترفى الدق على أوتار المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. وإذا خيرت الناس بين ثورة تنشر الفوضى ودولة تعانى من الروتين والبيروقراطية فإن الغالبية العظمى ستكون مع الخيار الثانى لأنه خيار قابل للإصلاح والتغيير أما خيار الفوضى فإنه هلاك ودمار لا يحمد عقباه... ولهذا السبب وغيره أسباب كثيرة انتخب المصريون السيسى. خير الكلام: كل صعود مفاجيء إلى قمة الجبال مصيره الهلاك والزوال ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله