لايمكن لأحد أن يقلل من أهمية وخطورة ماشهدته مصر علي مدي الأيام الماضية ليس فقط من زاوية المصلحة الذاتية لمصر وإنما من زاوية الخوف والقلق علي المنطقة العربية بأسرها فقد تعلمنا من دروس التاريخ أن عافية العرب من عافية مصر وأنه مهما تكن من ملاحظات عن عدم رضاء البعض. عن دور مصر فإن الجميع يدركون أنه إذا أصيبت مصر بوباء الفوضي بعد تعرضها لفيروس عدم الاستقرار فإن العدوي ستنتشر وبسرعة مذهلة من المحيط إلي الخليج! إن رسائل القلق التي تلقيتها من أصدقاء في عدد من العواصم العربية خلال الأيام الأخيرة تكشف عن مدي مكانة مصر في قلوب العرب مثلما تكشف عن التأثير البالغ الذي تصنعه الفضائيات الناطقة بالعربية في تشكيل الصورة طبقا لسياسة وأيديولوجية كل فضائية علي حدة... وذلك أمر يستوجب التوقف أمامه بكل الاهتمام سواء من ناحية تعميق روابط المودة والمحبة بين مصر وأمتها العربية أومن ناحية العمل علي الارتفاع بكفاءة ومهنية الفضائيات المصرية وتعزيز دورها بكل أدوات الشفافية والمصداقية الخبرية والتحليلية! إن مصر لم تكتسب مكانتها الإقليمية والعربية من موقعها الجغرافي الفريد فقط أو من تاريخها المشرف فحسب وإنما من عمق حضارة وادي النيل التي غلب علي تاريخها السياسي وجود حكومة مركزية أدارت شئون البلاد من أقصاها إلي أدناها ومن دولتها القديمة إلي دولتها الحديثة تحت رايات الاستقرار. مصر اكتسبت مكانتها الريادية من قوة صمودها في أوقات المحن والأزمات وإثبات قدرتها علي تحدي عوامل التردي والفساد وانهيار القيم ومواصلة بعث وتجديد القيم الحية وعلي رأسها قيمة العدل. والشاعر الألماني الحكيم جوته هو الذي قال قبل قرنين من الزمان: إنه لايستحق الحرية ولا الحياة والعدل إلا من يغزوها ويفتحها ويكافح في سبيلها! خير الكلام: بغير مصر ليس في القاموس قوم اسمهم عرب! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله