قمة السذاجة والعبط والتدني عكستها بوضوح شاشات قنوات الجزيرة من خلال تغطيتها لمراسم تنصيب الرئيس السيسي واستضافتها لفلول الإخوان الهاربين إلي الدوحة واسطنبول ولندن وفيينا الذين لم يؤكدوا فقط استمرار حالة الغيبوبة الفكرية والنفسية التي أصابتهم منذ ثورة 30 يونيو وإنما جددوا التأكيد علي أن أزمة الجماعة وحلفائها مازالت متمثلة في إنكار الواقع وطرح المزيد من الرهانات الخائبة من نوع الرهان علي قرب عودة رئيسهم المعزول إلي السلطة. هذا الرهان الخائب وتلك الحسابات الخاطئة تتحدث عن صدام حتمي واقع لا محالة في المنظور القريب بين من وقفوا إلي جانب الجماعة وانتهجوا خيار المقاطعة للانتخابات الرئاسية وبين الذين يساندون السيسي طلبا للأمن والاستقرار والتنمية واستعادة الدولة... ويتجاهلون في رهانهم الخائب وحساباتهم الخاطئة مدي حجم وعمق الفارق الشاسع بين أقلية اختارت طريق الهروب من دخول الاختبار الديمقراطي والاحتكام للصناديق وبين أغلبية كبيرة لبت نداء الوطن. أنهم مازالوا يراهنون علي تغييب الاستقرار والسعي إلي نشر الفوضي من خلال مواصلة حركات التذمر والاحتجاج بهدف افتعال حالة انقسام مجتمعي ليس لها وجود حقيقي إلا في العالم الافتراضي لشبكات التواصل الاجتماعي أو الأفق التحريضي لقنوات شبكة الجزيرة أو الرسائل المفبركة للرئيس المعزول حيث يؤكدون بذعرهم وحقدهم أن الجماعة مصابة بمرض اسمه «أرتكاريا السيسي»! وكما فعلت الجماعة مرارا علي طول تاريخها عندما تواجه خطر نبذ المجتمع لها تفعل الآن وتكرر ذات الاسطوانة بالادعاء بأن «الإسلام في خطر». أكرر أن أزمة الجماعة تتمثل في إصرارها علي إنكار الواقع وإنتاج رهانات خائبة وحسابات خاطئة تحت مظلة إنكار مسئوليتهم الكاملة عن الفشل الذريع الذي استنفر جماهير30 يونيو نتيجة انسداد الأفق السياسي وفشل الجماعة وحلفائها في تبديد مخاوف الشعب من المخاطر المحدقة التي أجبرت المؤسسة العسكرية بقيادة السيسي علي النزول إلي الحلبة طبقا لمسئولياتها الوطنية. خير الكلام: أشياء لا يمكن استرجاعها.. الكلمة بعد نطقها والفرصة بعد ضياعها والشباب بعد رحيله! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله