اعتقد أنه بصرف النظر عن كل الاعتبارات التي يضعها البعض في حساباته الداخلية والإقليمية والدولية فإن المعني الوحيد الذي توافق عليه أغلب المصريين وأدي إلي اندلاع ثورة30 يونيو كان ينطلق من مجموعة حقائق لا يستطيع أحد أن يجادل في صحتها. ولا أن يغض البصر عن رؤية ما ينبغي عمله من أجل إزالة آثار مرحلة حكم جماعة الإخوان ولم يفكر أحد في تلك الساعات الحرجة في أبعد من ذلك... ولكن سلوك الجماعة قبل وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة هو الذي أطلق العنان لدعوات التشدد المنادية بما هو أكثر من إزالة آثار الإخوان والدعوة إلي الإقصاء الكامل للجماعة من المشهد السياسي تماما! وأخشي أن أقول أن الجماعة هي أول المرحبين بدعوات الإقصاء وأنها تبذل كل ما في وسعها لتعضيد هذا الاتجاه حتي تستعيد من جديد حالة المظلومية التي تاجرت بها لأكثر من80 عاما مما أكسبها حاضنة شعبية تحت مظلة الادعاء أنها فصيل مضطهد ومطارد وملاحق ومحظور! إن ثورة30 يونيو لم تتفجر تحت رايات الإقصاء والإبعاد ولكنها تفجرت تحت رايات استعادة الوطن وتحريره من آثار العدوان الإخواني ضد قيم وثوابت وتقاليد الدولة المدنية المصرية... ومن ثم فإن أي ابتعاد عن هذا الهدف يمثل رقصا دون وعي علي أنغام الجماعة ومظاهراتها الفاشلة وعمليات الإرهاب العشوائية الخائبة. ومن الضروري أن يكون واضحا أن إزالة آثار مرحلة حكم الإخوان يجب أن يخلو من أي مضمون يتجه إلي إجراء أي تفاوض أو بحث أي مصالحة مع الذين رفعوا السلاح في وجه الدولة والمجتمع وجاهروا بذلك قولا وفعلا... ولكنه منهج يترك الباب مواربا أمام التائبين الراغبين في العودة إلي حظيرة الوطن وفق خريطة المستقبل وبعد الاعتراف الصحيح بشرعية ما جري في30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو وإدانة كل سلوكيات الفوضي وعمليات الإرهاب ومفردات التحريض ضد استقرار الوطن وضد هيبة الدولة... وغدا نواصل الحديث. خير الكلام: دائما.. أول خطوة أصعب خطوة! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله