الساعات القليلة القادمة تكتب النهاية الأبدية التى لا رجعة فيها لجماعة «الإخوان الخائنة»، فالمحظورون المكفرون الظلاميون كشفوا عن مستوى جديد من الإجرام بشائعات «الجيش الحر المصرى» والهجوم على وزارة الدفاع والتصعيد المسلح ضد الجيش بأيديهم وأيدى حلفائهم الجهاديين فى سيناء.. بالتالى فإن هؤلاء غير المصريين لا يستحقون منا لا رأفة ولا رحمة، فمن يسير فى هذا الطريق ويريد من مصر «سوريا ثانية» لإنقاذ التنظيم الدولى، ما هو إلا عميل وخائن لمصر، والحيادية والمواربة فى هذا الوقت تسهيل للخيانة.. إن كان الحديث المتجاوز فى حق مصر قد وقف عند حد بعض التحريض والتطاول والتهور الدموى، كان من الممكن احتواؤهم، لكن أن يتجاوزوا ضد «بلدهم» بالتمسح فى ديننا الحنيف.. فيجب أن تكون هناك وقفة فورية مع المتأسلمين، فلا استيعاب لخائن، ولا استيعاب لمدافع عن خائن.. فلن نربى ثعابين وضباعا فى بيوتنا مرة أخرى، بعدما تيقظ الشعب وفطن لتجارتهم الدنيئة بديننا الوسطى السمح! ربنا عز وجل الذى حمى دينه من مؤامرات من قالوا «اللهم أمتنا على الإخوان»، وحرس مصر من ويلات غرقها فى مستنقع من يبحثون عن مصالح التنظيم الدولى للإخوان متجاهلين مصالح المصريين.. قادر على أن يكشف تفاصيل خياناتهم أمام الجميع، أصدقائهم قبل أعدائهم، ما لدينا من معلومات متعاقبة تؤكد أن الإخوان مصرون على سيناريو الفوضى والأرض المحروقة، ولا يتجاوبون مع رسائل التهدئة التى لا تتوقف منذ سقوط المعزول ونظامه، ودعوات الاستيعاب المستفزة فى بعضها، ومنها التى رددها «البرادعى» بقوله إنه من حق الإخوان خوض الانتخابات البرلمانية المرتقبة، وبالتالى طبعا الرئاسية، وكان مثيرا القبض على د. سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة بعد ساعات من دعوته للقاء القوى السياسية والدينية «التاريخى» الذى رفضها، وترددت أنباء حول أن هذا الاعتقال يهدف للتفاوض مع الإخوان على التهدئة، إلا أنهم يغلقون كل الأبواب أمام تمرير الموقف، رغم الرسائل التى وصلتهم من الداخل من السلفيين وبعض الأطراف فى الجماعة الإسلامية، ومن أصوات أمريكية وأخرى أوروبية!
فمن المفروض القبض الآن على «مرسى» فى عدة قضايا منها خيانة عظمى وأخرى تجسس وثالثة قتل متظاهرين، بخلاف البلاغات والدعاوى التى رفعت ضده من النائب العام ومن نادى القضاة، فكيف التسامح مع جماعة طالبت بالتدخل العسكرى الأجنبى والحصار الاقتصادى لمصر عقابا على تنفيذ الجيش الوطنى المصرى لرغبة الشعب الذى خرج بالملايين، بأعداد قدرت بحوالى 40 ضعف دولة قطر.. ووصل الأمر إلى أن اتصل «عصام الحداد» الموصوف فى الخارج بمستشار الأمن القومى لمرسى بإسرائيل طالبا منها التدخل ضد الجيش المصرى لإنقاذ مرسى!
ويجب هنا أن أسأل شيخ الأزهر عن رأيه فى خيانة الإخوان، لأنه كان مضطرا للمشاركة فى لقاء إنقاذ مصر من مستنقعهم، إنهم يحرقون مصر يا إمامنا فهل هذا يرضى أى مسلم؟!
أتوقع قريبا جدا أن تسقط دعاوى الاستيعاب لهؤلاء الإرهابيين الدمويين، لأن الجيش والمخابرات تبحث عن صالح وطننا الذى يحرسه الله عز وجل، من هؤلاء المتأسلمين الذين يدنسون الإسلام بجرائمهم.. ومن غير المستبعد أبدا أن يكون هؤلاء الخونة قد حصلوا على الضوء الأخضر من أسيادهم فى واشنطن وتل أبيب لمعاقبة مصر على أنها أنهت تماما على مخططهم لتقسيم المنطقة لدويلات فى شرق أوسطهم «المضروب»، والعقاب يأتى بعد ضربة تاريخية من الجيش والمخابرات المصريين للCIA والموساد فى ثورة 30 يونيو الشعبية، تضاهى دون مبالغة إعجاز نصر .73 فلا غلطة والحمد لله حتى الآن فى التخطيط الدقيق لمواجهة المخاطر التى تهدد الأمن القومى المصرى، والتنسيق تام بين المخابرات الحربية والعامة والجيش والشرطة والأمن الوطنى ضد الإرهاب الداخلى والخارجى، وهذا يربك بالفعل أمريكا وإسرائيل، المشغولة مخابراتيا بتقدير الموقف الجديد خاصة أن تسونامى الدعم الشعبى لا ولن يتوقف!
المصريون قدموا لكل العالم نموذجا جديدا للرئيس، فالشعب هو الرئيس الحقيقى الذى يحكم، ولن يبقى رئيس فى قصر لا يرضى شعبه حتى لو لم يتجاوز العام مثل «المعزول» المحتجز فى أحد مبانى وزارة الدفاع، ولم يصل إلى «طرة» حتى الآن.. والأزمة الآن فى الهجوم المضاد لهذه الضربة الموجعة التى ترنحت بعدها كل أجهزة مخابرات العالم المستفيدة من الحدث والمتضررة، وأيضا مخطط التنظيم الدولى للإخوان، الذى يحاول أن يقف على قدميه متجاوزا هذه الصفعة التاريخية فى محاولة لإنقاذ مراكزه الأخرى الكبيرة بعد السقوط فى مصر، خاصة أن كل التقديرات تشير إلى أن الموجات الثورية العربية ستضرب الدول التى انتقلت إليها العدوى الإخوانية، بل ستحاصر الأنظمة العربية فروع هذا التنظيم الإرهابى!
لو كانت الفوضى الإخوانية إجراء أمريكيا وإسرائيليا كخطوة أولى من العقاب على «الشرق الأوسط» الذى ترسمه مصر ضد الشرق الأوسط الأمريكى، فيجب أن نتوقع خطوات أخرى، ونعد لصدها وردعها حتى قبل أن تبدأ، فبالتأكيد انتشار المروحيات القتالية فى السماوات المصرية يهدئ البعض، لكنه يزعج أكثر بسبب انتشار الأسلحة الثقيلة فى يد الإرهابيين، ويثير تساؤلات حول التحركات الأرضية الميدانية فى مناطق المواجهة التى يريدون زيادتها خلال الساعات القادمة، وبالطبع لا يمكن أن تستمر حالة ضبط النفس طويلا.. ندرك حساسية الموقف وخطورة أن يلعبوا على المتدينين فى الجيش مع نشر شائعات «الجيش الحر المصرى» بارتداء عناصرهم للملابس العسكرية التى كانت قد هربت منذ شهور قليلة!
لكن الجانب الإيجابى فى هذه المخاطر أنها ستجعلنا صفا واحدا ولن تفرقنا، خاصة أن هذا هو الأمر المقلق فى هذه الأيام، خاصة أننا وقعنا فيها فى مرحلة ما بعد ثورة يناير، ورغم أن البعض يرى أن غياب الإخوان عن المشهد أو انفضاحهم ستكون نتيجته عدم إثارة الخلافات لأنهم هم الذين يوقعون بين كل أطراف المشهد، وبالتالى فمسئولية الفلول القدامى وحزب الكنبة وثوار 25 و30 وحركة «تمرد» الآن ألا نقع فى أخطاء ما بعد ثورة يناير واحتراف قاعدة أن الرضاء 100٪ عن المعروض غير ممكن، ولنتفق على الرضاء على 70٪ من المعروض حتى نتوافق على حلول سريعة، ولا نتجادل فى خلافات خائبة تضيع الوقت على الانتقال إلى «مصر الفتية» الناهضة بحق وحقيقى.. لا وهما وكذبا!
الغريب أن «السلفيين» حائرون بين الخوف من استمرار تخوين الإخوان وحلفائهم المتأسلمين، ورفض قطاعات شعبية كبيرة فى بقائهم فى المشهد خاصة أنهم كانوا الواقفين فى وجه المطالبات بإلغاء الأحزاب ذات المرجعية الدينية، وكان من الخطير أن يقبل الجيش وقوى اللقاء التاريخى هذه الصفقة لأن أس الفساد فى المرحلة الانتقالية الأولى هو رضاء المجلس العسكرى السابق بالأحزاب الدينية رغم التحذيرات من عواقب ذلك، ونحن من جديد نحذر من ذلك فمن يريد الدين عليه أن يكون جماعة دعوية حتى لا ننشغل عن الدين بالسياسة، وحتى لا يسىء للدين كما فعل الإخوان، ومن يريد أن يدخل عالم السياسة من رجال الدين فأمامه فقط الأحزاب المدنية، وهذا يجب أن يكون أهم تعديل فى الدستور الجديد، وإلا فستنهار مصر من جديد.