إذا كان المقصود من الأعمال الإرهابية والعبثية الطائشة في شوارع مصر هو إحداث حالة من الفوضي والارتباك فإن ذلك رهان خائب يدل علي عقم التفكير وعدم الفهم الصحيح لطبيعة الشعب المصري. الذي يرفض كل أشكال لي الذراع ولا يستسلم بسهولة لسياسات الترهيب ومحاولات الإجبار للقبول بأشياء يراها منافية للعادات والقيم والتقاليد ومهددة لأمن واستقرار المجتمع! لقد كان حريا بالجماعة أن تدرك أن هذه الأعمال الإرهابية تمثل تحديا واستفزازا لمجتمع أعطي تفويضا للفريق أول عبد الفتاح السيسي ببدء معركة القضاء علي التطرف والإرهاب ومن ثم فإن مثل هذه الأعمال تندرج قانونيا وسياسيا ضمن قائمة الأعمال الإرهابية التي تؤدي إلي ترويع المواطنين طبقا للمعايير الدولية في توصيف الإرهاب. ومشروعية محاربته بكل الوسائل! إن الخروج من المأزق الذي أوقعت الجماعة نفسها فيه لا يجيء بمثل هذه الأعمال الإرهابية لأنه يمثل استمرار ا لعقلية المقامرة غير المحسوبة التي أدارت اعتصامي رابعة والنهضة ولم تفتح ثقبا في جدار الأزمة وإنما أدت إلي زيادة حجم ومساحة العزلة للجماعة وزيادة مساحة الكراهية الشعبية لها ولكل حلفائها. وجعلت من وجودها السياسي أمرا مستحيلا! إن الجماعة للأسف الشديد مازالت تواصل السير علي نفس الدرب الخاطيء باللجوء إلي الإرهاب والعنف والمراهنة علي الاستقواء بالخارج والتحليق مع أوهام القدرة علي تقويض أركان الدولة.. وتلك كلها أمور تعكس حالة بائسة من الشعور باليأس وعدم القدرة علي القراءة الصحيحة للواقع حتي يمكن الإبقاء علي الفرص الضئيلة لقبول المجتمع إعادة فتح الحوار مع جماعة أجرمت مع سبق الإصرار والترصد... وقد جاءت محاولة اغتيال وزير الداخلية أمس الأول لتجهض أي أمل في الحوار مع جماعة فقدت رشدها! خير الكلام: جوهر الحكمة بتجسيد القدرة علي عدم إنكار الواقع! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله