لن يكون بمقدور الجماعة الخروج من مأزقها الراهن دون أن تسارع بالاعتراف بالفشل والاعتذار عما ارتكبته من جرائم وخطايا قبل وبعد30 يونيو عام.2013 لن ينقذ ما تبقي من أثر للجماعة أحاديث المصالحة والمفاوضة لأن المناخ العام ليس مستعدا للقبول حاليا بمثل هذه الأطروحات ولكن المنفذ الوحيد يكمن في جدية مراعاة النهج وإعادة قراءة المشهد الراهن والشروع في عملية إصلاح داخلي تطيح بكل الرءوس والقيادات التي غامرت وقامرت دون أن تضع في اعتبارها مصلحة الوطن أو مصلحة أعضاء الجماعة. لابد من خطاب جديد يصدر عن قيادات جديدة ويتضمن تأكيدا واضحا للفصل بين الدعوة الدينية والممارسة السياسية تحت مظلة مشتركة تجمع العملين وهي مظلة وقف التحريض ونبذ العنف من خلال التزام صريح بنبذ العنف وقطع الصلة مع أي فصائل وأذرع تنتهج الإرهاب فكرا وسلوكا. إن المسألة أكبر من إصدار بيان ينفي صلة الجماعة بمحاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم سليمان لأن ذلك يعيد إلي الأذهان بيانات مماثلة في وقائع مشابهة كان أبرزها عملية اغتيال رئيس الوزراء المصري ووزير الداخلية محمود فهمي النقراشي ويومها لم يجد الشيخ حسن البنا بدا من التبرؤ من الإرهابيين القتلة أعضاء الجماعة قائلا: إنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين! إن سماحة الشعب المصري أبوابها مفتوحة بشرط أن تسارع النسخة الجديدة من الجماعة بوقف هذه المشاغبات والمظاهرات العبثية والقبول بخريطة الطريق لأن الوقت يمر وما هو متاح اليوم لن يكون ممكنا في الغد. خير الكلام: لا تبالغ في أوهام قوتك حتي لا تشعر بالصدمة عند انكشافها علي حقيقتها! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله