رغم مرور8 سنوات علي زلزال الغزو الأمريكي للعراق الذي أطاح بنظام حكم صدام حسين في مارس2003 مازالت الوثائق الأمريكية والبريطانية تكشف عن الكثير من الخبايا والأسرار خصوصا ما يتعلق بالضغوط والإغراءات التي مارستها واشنطن علي دول عديدة- أبرزها بريطانيا- من أجل بناء تحالف دولي ضد العراق قد لا يختلف كثيرا عما يجري الترتيب له حاليا بالنسبة لليبيا. والحقيقة أنه حتي قبل نحو ستة أشهر من ذهاب أمريكا إلي الحرب كانت بريطانيا تسعي بكل جهدها لإقناع واشنطن بعدم الذهاب إلي الحرب, ولكن عندما اكتشف توني بلير رئيس الوزارء البريطاني أن صقور البنتاجون لن يتراجعوا عن قرارهم حاول أن يلعب دور الوسيط بين واشنطن والثلاثي المعارض للحرب فرنسا وروسيا وألمانيا ولكنه فشل مرة أخري! حينئذ أدرك توني بلير أنه من العبث أن يبدد جهده ووقته في لجم وكبح جماح الثيران الهائجة في واشنطن وأن عليه أن يمتطي جواد الحرب قبل أن تضيع فرصة مشاركة بريطانيا في الاحتفال بنصر عسكري ليس محل شك خصوصا بعد أن قلل رامسفيلد وزير الدفاع من أهمية مشاركة بريطانيا أو عدم مشاركتها في الحرب. صباح السبت7 سبتمبر2002 تمشي الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بين الأشجار في المنتجع الرئاسي الأمريكي في كامب ديفيد وفيما كان الاثنان معا أخذ بوش يتذكر قائلا لبلير: إنه ومستشاريه للسياسة الخارجية كانوا قبل سنة بالتمام يناقشون مسألة العراق, وقال بوش إن الخطط حينها كانت تدور حول تشديد العقوبات فقط لكن أحداث11 سبتمبر عام2001 غيرت كل شيء! كان بوش محاصرا بمجموعة المحافظين الجدد المتغلغلين في سائر أرجاء الإدارة الأمريكية الذين كانوا يراهنون علي قدرة أمريكا علي الذهاب وحدها إلي الحرب وأنه بعد انتهاء الحرب يمكن استعادة خاتم الأممالمتحدة ومظلة الشرعية الدولية تحت رايات النصر الأمريكي المضمون. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: كل ما يستطيع العقل فهمه يمكن للمرء تحقيقه! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله