سياسة الاعتقالات والحبس وغلق القنوات الفضائية الدينية الإسلامية وقناة 25 يناير واعتبار كل من يؤيد الإخوان فى الميادين إرهابى لابد من اعتقاله أو القصاص منه ، سياسة لن تجدى نفعا فى القرن الواحد والعشرين وبخاصة بعد ثورة 25 يناير . ثورة 25 يناير التى قام بها الشعب المصرى بكل طوائفه وفصائله دون انقسام فى الميادين ، ضد القمع وسياسة الفساد والإستبداد وتزوير الانتخابات والتى راح ضحيتها 1000 شهيد وفقد آلاف المصابين بها أحدى أعينهم . لا يمكن ابدا التغاضى عن أصوات الملايين المؤيدين لاستكمال الرئيس مرسى مدته الانتخابية فى ميادين القاهرة والمحافظات وإذا كانت عودة الرئيس مرسى مستحيلة ، فلماذا لا ينزل السيسى لرغبة الملايين المؤيدين للشرعية والمسار الديمقراطى بمصر ويقوم باستفتاء الشعب الذى هو المصدر الأعلى لجميع السلطات ويقرر الشعب حينها إذا كان يريد عزل الرئيس مرسى أم لا فى استفتاء يشرف عليه قضاة معروف عنهم النزاهة والحيادية وليست لديهم خصومة مع الإخوان ومندوبون من حزب الحرية والعدالة والأحزاب المعارضة لهم . أن سياسة العناد والإجبار والعنف والإقصاء لن تؤدى ألا إلى مزيد من العنف ونحن لا نريد تكرار نموذج سوريا أو الجزائر بمصر ، حيث أن الإقتصاد المصرى يعانى من عجز فى الموازنة العامة للدولة نتيجة عقود متتالية من الفساد ولا يستطيع تحمل مزيد من الأضطراب السياسى . ولا ننسى أن 75 % من المصريين انتخبوا التيارات الإسلامية فى الانتخابات البرلمانية منذ عام فهل 75% من الشعب المصرى إرهابيين ومتطرفين ؟! النموذج السورى قام بتفتيت الجيش السورى وأدى إلى انهيار البنية الأساسية لسوريا من خلال الاعتماد على سياسة العنف والقتل اليومى للعشرات والمئات من معارضى استمرار الرئيس بشار فى الحكم . أما النموذج الجزائرى ففقد ربع مليون جزائرى حياتهم به من جميع الفصائل والتيارات السياسية نتيجة الإصرار على إقصاء التيارات الإسلامية الجزائرية عن الحكم وزعزع الإقتصاد الجزائرى حينها وعانى من الضعف والعجز الإقتصادى لمدة عشر سنوات متتالية. الحل هو استفتاء الشعب على استكمال الرئيس مرسى مدته الانتخابية والقيام بمصالحة مع الإخوان وتطمينهم بعدم الاستمرار فى اعتقالهم وحبسهم والعمل على مشاركتهم فى الحياة السياسية حتى لا يتكرر نموذج الجزائر الذى أضعف إقتصادها أو نموذج سوريا الذى لم يحل أزمتها بتبنى سياسة العنف والقتل حتى الآن . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي