ليس المهم عزل الرئيس مرسى من عدمه ، سقوط الإخوان من عدمه ، سقوط الإسلام السياسى من عدمه ، ولكن ما يهمنى هو عدم سقوط المسار الديمقراطى بمصر . المستقبل هو ما يشغلنى وكل ما أريد طرحه من وجهة نظر فى هذا المقال هو أنه إذا أردنا عزل أى رئيس منتخب قادم ، فعلينا بالمسار الديمقراطى التى تتبعه الدول الديمقراطية وهو أن تقوم الأغلبية بالبرلمان بسحب الثقة من الرئيس ، وقد كان من الممكن عوضا عن ما حدث فى 30 يونيو وهو ما طالبت به فى هذا المكان العديد من المرات بأن تخوض الأحزاب المعارضة الانتخابات البرلمانية التى كانت على الأبواب وتحصل على الأغلبية التى كانت تستطيع من خلالها تشكيل الحكومة طبقا للدستور المعطل وبمقتضاها كذلك تعديل ما تراه من بنود فى الدستور بل وسحب الثقة من الرئيس دون القيام بمظاهرات وعزل رئيس منتخب ، لا أحد ينكر أن له ملايين المؤيدين فى كافة ميادين مصر. فى جميع الدول الديمقراطية يفوز الرئيس بفارق لا يتعدى ال1% ، مما يعنى بالضرورة أن له ملايين المؤيدين وكذلك ملايين المعارضين وليس هذا أنقسام ولكن هذه هى الديمقراطية أن يحترم رآى الأغلبية فى انتخابات حرة ونزيهة وليس بمظاهرات فى الميادين تؤدى إلى حروب أهلية وسقوط ضحايا وإذا لم يرضى الشعب عن الرئيس المنتخب فى فترة ولايته ، يقوم البرلمان المفوض من الشعب بسحب الثقة من الرئيس وإذا كان البرلمان تم حله ، فتخوض الأحزاب المعارضة الأنتخابات البرلمانية وتحصل على الأغلبية وتشكل الحكومة وتسحب الثقة من الرئيس . أن الحكومة لا تشرف على نزاهة الانتخابات ولكن القضاء والمجتمع المدنى ومندوبون من الأحزاب المختلفة هم من يشرفون على نزاهة الانتخابات . علينا أن نعلم أن أى رئيس منتخب قادم لن يستطيع أن يحقق التنمية ويقضى على بؤر الفساد والبلطجية فى عام فعلينا أن نعطى الرئيس القادم المنتخب فرصته كاملة لكى نتقدم للأمام ولا نقوم بهدم مؤسسات الدولة المنتخبة ودستورها المستفتى عليه ولا نعود مرة أخرى إلى المربع صفر . الأغلبية هى التى تشكل الحكومات فى جميع الدول الديمقراطية وليس ذلك أستحواذ وعلينا أن نعطى الفرصة للأغلبية القادمة أيا كان انتمائها أن تشكل الحكومة لكى نستطيع تقييم ادائها وإعادة انتخابها من عدمه . الأحزاب المتنافسة لديها قنوات فضائية وصحف خاصة ستحاول من خلالها إسقاط الرئيس أو الحكومة التى من الحزب المعارض لها فعلينا عدم الأنصات لكل ما يقال لنا عبر الفضائيات والصحف الخاصة ولكن أن نحكم عقلنا ونعطى الرئيس المنتخب القادم والحكومة المنتخبة القادمة فرصتهم كاملة دون القيام بمظاهرات تتخللها أعمال عنف . هذه كانت آرائى عندما كان الإخوان فى الحكم وستظل آرائى مع أى رئيس منتخب قادم ليبرالى أو أى حكومة منتخبة قادمة ليبرالية . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي