بعيدا عن كل المحاولات والاتجاهات لتقييم الحوار الوطني الذي جري بين الرئاسة وعدد من الأحزاب المصرية حول ضمانات الانتخابات وبعيدا عن اختلافات القوي السياسية واعلان عدد من الأحزاب المؤثرة عدم مشاركتها في الانتخابات البرلمانية المقبلة فان ما يهمني هنا والذي استوقفني بشدة هو الحديث أو ما يمكن أن نسميه الدعوة التي انطلقت بقوة من الدكتورة نادية مصطفي المستقلة والأستاذ ايهاب شيحة الممثل لأحد الأحزاب السياسية في جلسة الحوار الوطني وهي الدعوة التي ألحت علي ضرورة تحقيق التواصل المجتمعي بين الرئاسة والمواطنين وتفعيل هذا الملف علي أرض الواقع حتي يمكن أن يستشعر المواطنون حرص هذه المؤسسة علي مصالحهم وعلي الاستماع الي مطالبهم وشكاواهم في مختلف المجالات مع التحام هذه الدعوة بمطالبة الدكتور نبيل عزمي ممثل حزب مصر بأهمية الاعداد لمشروع قومي والاعلان عنه ليلتف حوله جميع المصريين لدعم الشعور بالتلاحم بينهم وبين الرئاسة, كما استوقفتني الدعوة التي أطلقتها أيضا الدكتورة نادية مصطفي لكل أعضاء الجبهات الشعبية للتوجه الي مدينة بور سعيد لمداواة الجراح ومساندة الشعب هناك ومحاولة الخروج من أزمتهم النفسية الأليمة مع مطالبة الحكومة بشفافية الاعلان عما يجري داخل بور سعيد والاسراع في الاعلان عن نتائج التحقيقات الخاصة بأحداث الشغب الأخيرة هناك, وكل ما سبق يدفعنا الي الدعوة للحوار من جانب كل القوي الشعبية حوارا حقيقيا وواقعيا مع الشعب في مدن القناة أولا ثم الحوار مع الشعب في مختلف محافظات مصر, وذلك بهدف تهيئة المناخ السياسي للانتخابات المقبلة وتهيئة الشارع المصري بالتوازي مع الجهود المطلوبة من الحكومة لطمأنة المواطنين علي قوت يومهم وغدهم مع تحقيق الأمن بكل القوة والحسم في الشارع المصري وهي أمور باتت ملحة وبات السير في طريقها ضرورة فورية لانقاذ مصر مما يمكن أن تنزلق اليه من فوضي لا يعلم نهايتها الا الله, وفي الوقت نفسه فانني أستنكر بشدة عدم مشاركة جبهة الانقاذ في الانتخابات المقبلة, وعلي الرغم من تفهم وجهات نظرهم حيال القرارت الصادرة في المشهد السياسي الحالي الا أن عليهم واجبا وطنيا لابد أن يتحملوه في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ مصر وحتي لا يتركوا المجال لحكم فصيل واحد ثم يتوجهوا اليه باللوم علي نتائج أفعاله وأقواله دون تقدمهم بالمشاركة الحقيقية في ادارة شئون البلاد وحتي تتحقق الرقابة الشعبية والمشاركة لأطياف النخبة السياسية في تحقيق الديمقراطية الي نصبو اليها جميعا.