أصدر مركز اللغات الأجنبية والترجمة بجامعة القاهرة الذي يرأسه الدكتور محمد عثمان الخشت، ترجمة جديدة لكتاب »صراع الأماكن المقدسة«، يتناول صراع السيادة علي القدس والأماكن المقدسة في الفترة من عام 1889 وحتي عام 1999 لمؤلفه شموئيل بركوفيتس. والمؤلف له إطلاع كبير علي تفاصيل المفاوضات بين العرب عامة والسلطة الفلسطينية علي وجه الخصوص وبين الكيان الصهيوني، وترجم الكتاب الدكتور أحمد عبدالمقصود الجندي أحد أساتذة كلية الآداب بالجامعة المتخصص في اللغة العبرية والشئون العربية. ويلقي الكتاب الضوء علي تفاصيل المفاوضات التي كانت تجري بين الكيان الصهيوني من ناحية وبين السلطة الفلسطينية من ناحية أخري بشأن المفاوضات حول وضع شرق القدس ومقدساتها، من خلال رؤية كاتب إسرائيلي تخصص في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي وتشخيص حالة المجتمع الإسرائيلي من الداخل خلال تلك المفاوضات. وسعي مترجم الكتاب لإستخدام المصطلح العربي لأسماء المدن والقري وتجنب إستخدام المصطلحات الصهيونية التي جاءت في الكتاب، مثل مصطلح الأراضي الخاضعة لإسرائيل، التي استخدمها الكاتب بينما إستخدام المترجم المصطلح العربي (الأراضي المحتلة)، ومصطلح جبل الهيكل وهوة تسمية صهيونية ترتبط بالزعم الإسرائيلي القائل بوجود آثار لهيكل سليمان أسفل الحرم القدسي الشريف، وإستخدام المترجم مصطلح (الحرم القدسي الشريف) بدلاً جيل الهيكل، وإستخدام المترجم مصطلح (عرب 48) بدلاً من عرب إسرائيل في المقابل الصهيوني، وغيرها من المصطلحات التي يتعامل معها المواطن العربي علي أنها تسميات عبرية فأصبحت صهيونية بحكم الإستخدام. وكشف الكتاب عن تفاصيل كثيرة في المفاوضات التي كانت تجري بين الكيان الصهيوني من ناحية وبين السلطة الفلسطينية من ناحية أخري بشأن المفاوضات حول وضع شرق القدس ومقدساتها خلال الفترة من ،1989 وحتي عام 1999 من خلال رؤية لحالة المجتمع الإسرائيلي من الداخل، وهو ما يفتقده المواطن العربي الذي يكتفي بقراءة وجهة النظر العربية، حيث كشف الكتاب عن وجود صراعات داخلية بين قيادات السلطة الفلسطينية أثرت علي حركة الفلسطنيين وكيف أستغل الكيان الصهيوني البعد الطائفي بين قطاع المسيحين وبعض المسلمين لتثبيت سيادته في شرق القدس، وكيف كانت بعض القيادات العربية تتدخل في الصراع بما يضر بالسيادة العربية علي القدس. كما كشف الكتاب عن تفاصيل مهمة في الصراع بين الأردن والسلطة الفلسطينية لإدارة المؤسسات الإسلامية والمقدسات في شرق القدس، وكيف أستغل الكيان الصهيوني هذا الصراع لتقوية سلطته ودعم سيادته هناك، كما أظهر الكتاب تفاصيل عن أثر أعمال المقاومة الفلسطينية علي الاقتصاد الإسرائيلي وحركة السياحة الداخلية في أماكن المقدسات وشرق القدس.