غدا.. انطلاق الدراسة في 147 مدرسة ببني سويف    الشعبة العامة للذهب: انخفاض أسعار المعدن الأصفر في السوق المحلي متأثرًا بتراجعه عالميًا    تشكيل اتحاد جدة المتوقع ضد الفيحاء في الدوري السعودي    ضبط تشكيل عصابي لسرقة أعمدة الإنارة ومهمات الطرق العامة بالجيزة    ضبط عاطل وزوجته بحوزتهما 30 طربة حشيش و8 أسطوانات هيروين    أبرزها البانية والشاورما، أكلات ممنوع تقديمها في اللانش بوكس    أستاذ جهاز هضمي: تجربة مكافحة فيروس سي في مصر ناجحة وغير مسبوقة    التشكيل المتوقع لبرشلونة في موقعة إشبيلية في الليجا    اليونيسف: نزوح أكثر من 16 ألف طفل بسبب فيضانات ليبيا    تحرير 2368 مخالفة عدم تركيب الملصق الإلكتروني ورفع 64 سيارة ودراجة نارية متروكة    مدارس الأقصر تستقبل 300 ألف طالب في بداية العام الدراسي الجديد    مصرع شقيقين في حادث تصادم بطريق «بنها– المنصورة»    كيف يمكن الاقتداء بالنبي؟.. وكيل الأوقاف سابقا يجيب | فيديو    الهلال يختار ملعبه الجديد    المشاط: البنك الدولي يعرض أولويات المرحلة المقبلة بمصر للتمويلات التنموية    محكمة استئناف نيويورك ترفض طلب ترامب تأجيل محاكمته المدنية فى قضية الاحتيال    رئيس مجلس النواب: تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية يعزز التعاون مع دول بريكس    القاهرة الإخبارية: الأمم المتحدة تدعو للدعم العاجل للفارين من كاراباخ إلى أرمينيا    تقرير: حظر التجارب النووية في العالم قد لا يستمر طويلا    مقتل 3 سيدات جراء قصف روسي في مدينة "خيرسون" الأوكرانية    وصول أكثر من 2000 مهاجر يوميا إلى مدينة إل باسو الأمريكية الحدودية    نقيب المحامين: الإعلان عن تفاصيل مستشفى النقابة خلال الشهر المقبل    الافتتاح خلال أيام.. «الخشت»: جامعة القاهرة الدولية ستكون نقلة نوعية على مستوى التعليم    قبل فتح الاشتراك بمشروع العلاج، 6 قرارات هامة من اتحاد المهن الطبية    موعد مباراة الزمالك وأرتا سولار الجيبوتى فى بطولة الكونفدرالية    «الأوقاف» تفتتح 22 مسجداً اليوم الجمعة بالمحافظات    متحدث التعليم: تفعيل الغياب الإلكتروني والزي الموحد لضبط العملية التعليمية    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 29 سبتمبر    بداية التوقيت الشتوي في مصر 2023 لغلق المحلات.. هل ستتغير الساعة؟    معهد إيفو يرصد تزايدا في الشركات التي تعتزم زيادة الأسعار في ألمانيا    الأرصاد: ارتفاع بدرجات الحرارة.. والعظمى تصل إلى 37 درجة مئوية    «التعليم» تكشف حقيقة تأجيل الدراسة ل7 أكتوبر المقبل    طارق الشناوي يكتشف خطأ في درس سميحة أيوب بالصف السادس الابتدائي: استسهال وسبهللة    نقل عنبة مؤدي المهرجانات إلى المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية (صورة)    ختام مبهر لمهرجان الإسكندرية المسرحي ال13.. إعلان الفائزين بالجوائز    أنشودة سلام في ختام مهرجان سماع وملتقى الأديان على مسرح السور الشمالي    وزير الإسكان يتابع تنفيذ 2064 وحدة «سكن كل المصريين» في السويس    تفاصيل خطبة الجمعة اليوم: «مظاهر رحمة النبي بأمته»    «تعليم الإسكندرية»: 2805 مدارس جاهزة لاستقبال 1.4 مليون طالب وطالبة لبدء العام الدراسي الجديد    زلزال بقوة 5.7 ريختر يضرب سواحل جزر الكوريل بالمحيط الهادي    جامعة الأزهر تشيد بجهود جمعية «أصدقاء لبن الأم المصرية»    كفر الشيخ: تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية داخل المدارس    الموعد والقناة الناقلة لمباراة بيراميدز والجيش الرواندي في دوري أبطال أفريقيا    مبادرة «راجعين نتعلم» توزع الأدوات المدرسية على طلاب مركز ومدينة الشهداء    الكتاتيب| نواة التعليم هنا تحفظ القران وتتعلم القراءة والكتابة    نقيب الفلاحين: الكوارث الطبيعية أدت لزيادة الطلب على البصل المصري    الدوري الإسباني| أتلتيكو مدريد يهزم أوساسونا في ليلة طرد موراتا    محمد شريف: مفيش شرط يقضي بعودتي للأهلي.. وأنا كلمتي عقد    علي أبو جريشة: الإسماعيلي يسعى لحل أزمة القيد قبل يناير    تعرض الفنان محمد فريد لوعكة صحية    ربة منزل تنهي حياتها بحبة الغلة بسبب خلافات زوجية في الدقهلية    وليد توفيق يهدي الشعب المصري أغنية جديدة بمناسبة انتصار أكتوبر (فيديو)    تعرف على موعد ومكان جنازة الفنانة نجاح سلام    انطلاق فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان «هي الفنون» والدورة ال27 ل«الشرقية للخيول»    نيللي كريم: مسلسلات ال30 حلقة بتكون مش جاهزة.. ومنى زكي كسرت الدنيا في رمضان    فضل الصلاة على الرسول في يوم الجمعة    رئيس حزب الجيل يشيد برد الهيئة الوطنية للانتخابات على الادعاءات الكاذبة    رحلة "شمس" الأولى.. طبيب مشارك في واقعة الولادة داخل القطار يكشف التفاصيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
رامبرانت ووجه المسيح
نشر في أخبار الأدب يوم 16 - 07 - 2011

في كل مرة نرسل آثارنا للعرض في أحد متاحف الغرب تقوم الدنيا ولا تقعد حول التلف الذي تعرضت له الآثار أثناء المعرض، أو ادعاء أنها عادت ناقصة قطعة أو اثنتين أو أكثر، أو اتهام أحد القائمين علي الآثار بأنهم تربحوا بشكل غير قانوني من هذا المعرض.
وبالرغم من أهمية هذه التساؤلات والاتهامات فإني أري انها ترسخ، دون قصد، تلك النظرة الأمنية التي تتعامل مع مقتنيات المتحف كعهدة يجب الحفاظ عليها. وبالمقابل أري أن السؤال الجدير بالطرح هو الآتي: لماذا نهرول لعرض آثارنا في الخارج بينما لم نحاول حتي التفكير في استضافة آثار الآخرين وفنونهم لعرضها في متاحفنا؟ ألا يستحق الفنانون والمثقفون، بل المواطنون المصريون بشكل عام، أن يستمتعوا بفنون العالم وآثاره مثلما يستمتع المواطنون الأمريكيون أو اليابانيون أو الأوروبيون بآثارنا التي نرسلها لهم من حين لآخر؟
خطر لي هذا التساؤل في زيارة قمت بها الأسبوع الماضي لمعرض رائع أقامه متحف اللوفر في باريس عنوانه "رامبرانت ووجه المسيح". يشمل هذا المعرض المؤقت الذي يستمر لمدة أربعة أشهر والذي سينتقل بعدها لمتحف فيلاديلفيا للفنون ثم لمعهد ديترويت للفنون في الولايات المتحدة يشمل سبعين قطعة من لوحات ورسومات واسكتشات لرامبرانت الذي يعتبر واحد من أهم فناني العصر الذهبي للفن الهولندي في القرن السابع عشر.
ويجمع هذا المعرض في مكان واحد ولأول مرة لوحات ورسومات لهذا الفنان العبقري ظلت متناثرة في متاحف وبلدان عديدة، وتحديدا في واحد وأربعين متحفا موزعة علي ثلاث قارات. وقد استغرق الإعداد لهذا المعرض أكثر من خمس سنين، ومما لاشك فيه أنه بُذل فيه مجهود جبار حتي جاء علي هذا الشكل الرائع. ومن شأن هذا المعرض أن يمكننا من تتبع التطور الذي مر به رامبرانت في محاولاته رسم وجه المسيح وتحديدا الثورة الذي أحدثها هذا الفنان الفذ عندما استعان بشاب يهودي من بلدته، أمستردام، لكي يستوحي منه ملامح المسيح متخليا بذلك عن الشكل التقليدي لوجه المسيح ذي الجبهة العريضة والأنف الطويل الذي كان يشكل الصورة النمطية لتمثيل المسيح في الفن الأوروبي لعدة قرون.
علي أن تجميع هذا العدد الكبير من لوحات رامبرانت الأصلية في مكان واحد توضح لنا أيضا الثورة التي أحدثها هذا الفنان عند تناوله ليس فقط لشكل المسيح بل لحياته، ثورة استطاع بها رامبرانت أن يسبر غور الأبعاد النفسية والروحية للمسيح نفسه وللكثير من أتباعه وحوارييه. فالمعرض يركز علي العديد من اللوحات التي تناول فيها رامبرانت قصة ظهور المسيح للتلميذين في قرية عمواس وإدراكهما عند لحظة كسر الخبز معهما علي العشاء لحقيقة قيامته، تلك القصة التي يرويها إنجيل لوقا ( 24 : 13 32 ). ويستطيع الزائر أن يتتبع محاولات رامبرانت العديدة للتعبير عن هذه اللحظة الدرامية وكيف نجح بعد عشرين عاما من الاجتهادات والتجارب في أن يبدع رائعته "العشاء في عمواس"، 1648، والتي تعتبر من أنفس ما يقتنيه اللوفر من لوحات.
مرة أخري أكرر أن رسالة أي متحف لا يجب أن تختزل في الحفاظ علي مقتنياته، بل يجب أن تتعدي هذا بكثير. فالمعرض المقام حاليا في اللوفر لرامبرانت مثال ممتاز لكيف يتفاني أمناء المتحف في إقامة المعارض المؤقتة التي تلقي أضواء جديدة علي مقتنيات المتحف ومجموعته الأصلية . فهل سنتمكن يوما ما من أن نشاهد معرضا مماثلا في أحد متاحفنا؟ أم أن أمناء متاحفنا سيظلون أسري عقلية الجرد والعهدة المسيطرة عليهم؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.