المؤتمر: الحوار الوطني أصبح لاعبا رئيسيا في المعادلة السياسية    الرئيس السيسى يؤكد الأولوية التي تمنحها الدولة لتطوير محاور منظومة التعليم خاصة العنصر البشرى    ختام فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الرابع للاتصالات    منها الإعفاء من رسوم التسجيل وضرائب والدمغة.. أهم مزايا قانون التحالف الوطني للعمل الأهلى التنموى    أيمن الجميل: نجاح مهرجان العلمين الجديدة يعكس حالة رواج عمرانى وسياحى وتنموى لمنطقة كانت صحراء مهجورة    تصريحات هاريس عن إسرائيل تشعل أول شرارة خلاف مع نتنياهو.. فما القصة؟    إثر قصف إسرائيل لمدرسة تؤوي نازحين .. ارتفاع عدد ضحايا مجزرة دير البلح ل50 شهيدا و100 مصاب    أوكرانيا: إصابة 8 أشخاص في قصف روسي لمنطقة خيرسون    وفاة محمود صالح لاعب الأهلي الأسبق    أرتيتا: 114 نقطة تفصل آرسنال عن لقب البريميرليج    وصول 4 جثامين لضحايا عقار المحلة الكبرى المنهار لمسجد الروضة    وزارة التعليم: التصحيح مستمر ولم يتم تحديد موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة    «الغرف السياحية»: إقبال ضخم على الفنادق لحضور مهرجان العلمين الجديدة    القاهرة الإخبارية: عشرات الشهداء جراء قصف مدرسة غرب دير البلح ب3 صواريخ    دعوة مميزة للموسيقار عمر خيرت لحفل تكريم بموسم الرياض    إيرادات 6 أفلام تتنافس في دور العرض الجمعة.. بالأرقام والتفاصيل    الصحة: سد عجز الأطباء ببعض مستشفيات سوهاج.. وغلق إداري ل3 مستشفيات    الخشت يفتتح تطوير مركز البحوث الانتقالية والأمان الحيوى بكلية الصيدلة    اليوم العالمى لالتهاب الكبد.. 220 مليون مصاب بفيروس B بالعالم و 36 مليونا ب C    أمراض قاتلة تسببها الفئران المنزلية    الثانوية العامة 2024| مكتب التنسيق يعلن تسجيل 15000 طالب باختبارات القدرات    التعليم تغلق كيانا غير مرخص بأسيوط    تخصيص قطعة أرض بمحافظة الدقهلية لإقامة مجمع خدمات زراعي    رفع 500 طن مخلفات واتربة في حملات نظافة مكثفة بإسنا جنوب الأقصر    سيلين ديون: فخورة بتقديمي حفل الأولمبياد وسعيدة بقصص التضحية والعزيمة للرياضيين    انطلاق حملة مكبرة للنظافة العامة بالمراكز والمدن في توقيت واحد بأسوان    مفاجأة سارة عن نتيجة الثانوية العامة 2024 والحد الأدنى للتنسيق للشعبتين.. يكشفها خبير تربوي    إصابة 3 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    مصرع 3 عمال وإصابة 7 في حادث انقلاب سيارة بكفر الشيخ    بعد أعمال التخريب.. تشغيل 7 قطارات سريعة بفرنسا على ثلاثة خطوط رئيسية    روسيا: الدفاعات الجوية تسقط 22 مسيرة أوكرانية فوق "بريانسك"    مدير شبكة المنظمات الأهلية بفلسطين: انتشار سريع للأمراض والأوبئة    فى ذكرى رحيل الملك.. فريد شوقى نجم كل مراحل العمر الفنى    نادر صلاح الدين مخرج حفل افتتاح مهرجان المسرح المصري في دورته ال 17    خفر السواحل الفلبيني يعلن تسرب الوقود من ناقلة نفط قبالة سواحلها    استجابة لمطالب الأهالي.. محافظ الغربية يتابع الحملات التفتيشية على المخابز    أول ميدالية في أولمبياد باريس تذهب إلى كازاخستان    الموت يغيب محمود صالح نجم الأهلي السابق    تحرير 170 مخالفة للمحال غير الملتزمة بمواعيد الغلق خلال يوم    الحكومة تكشف حقيقة تغيير التصميم الفني لجواز السفر المصري    بدء اختبار المتقدمين للالتحاق بمدارس التكنولوجيا وإتاحة الاستعلام عن مقر الامتحان    انكسار الموجة شديدة الحرارة.. الأرصاد تعلن توقعات طقس اليوم السبت    وزير الإسكان يُصدر 26 قراراً لإزالة مخالفات البناء بالقاهرة الجديدة والساحل الشمالي    النائب حازم الجندى يطالب بإجراءات حكومية للسيطرة على الأسواق وضبط الأسعار    عمر كمال مع سالي عبد السلام في سهرة خاصة على القناة الأولى    رسالة غاضبة من محمد عبد المنعم: «بجد تعبت»    مشادة بين أحمد كريمة وياسمين الخطيب: «مش هسمحلك تعبثي في الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 27-7-2024    عباس شراقي: لدينا احتياطي جيد من المياه بالسد العالي    القناة الناقلة لمباراة مصر ضد المجر لكرة اليد في أولمبياد باريس 2024    ما هو وقت صلاة الضحى ؟ سبب تسميتها بهذا الاسم؟    9 معلومات عن لقاء وزير المالية بنظيره التركى في اجتماعات «مجموعة العشرين»    دار الإفتاء تكشف حكم إخفاء المرأة مالها عن زوجها    وسط حالة من الرعب والقلق.. إصابة 4 أشخاص في انهيار عقار قديم بالمحلة    «مش هيقدر ومستحيل».. تعليق مثير ل إكرامي على قرار عودة ميدو من الاعتزال (فيديو)    تكريم 450 من حفظة القرآن الكريم بالرحمانية قبلي في نجع حمادي.. صور    باريس 2024| الزي المصري في الأولمبياد يحقق المركز 15 على العالم    واشنطن تطالب الاتحاد الأوروبي بضمان استمرار تجميد الأصول الروسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
رامبرانت ووجه المسيح
نشر في أخبار الأدب يوم 16 - 07 - 2011

في كل مرة نرسل آثارنا للعرض في أحد متاحف الغرب تقوم الدنيا ولا تقعد حول التلف الذي تعرضت له الآثار أثناء المعرض، أو ادعاء أنها عادت ناقصة قطعة أو اثنتين أو أكثر، أو اتهام أحد القائمين علي الآثار بأنهم تربحوا بشكل غير قانوني من هذا المعرض.
وبالرغم من أهمية هذه التساؤلات والاتهامات فإني أري انها ترسخ، دون قصد، تلك النظرة الأمنية التي تتعامل مع مقتنيات المتحف كعهدة يجب الحفاظ عليها. وبالمقابل أري أن السؤال الجدير بالطرح هو الآتي: لماذا نهرول لعرض آثارنا في الخارج بينما لم نحاول حتي التفكير في استضافة آثار الآخرين وفنونهم لعرضها في متاحفنا؟ ألا يستحق الفنانون والمثقفون، بل المواطنون المصريون بشكل عام، أن يستمتعوا بفنون العالم وآثاره مثلما يستمتع المواطنون الأمريكيون أو اليابانيون أو الأوروبيون بآثارنا التي نرسلها لهم من حين لآخر؟
خطر لي هذا التساؤل في زيارة قمت بها الأسبوع الماضي لمعرض رائع أقامه متحف اللوفر في باريس عنوانه "رامبرانت ووجه المسيح". يشمل هذا المعرض المؤقت الذي يستمر لمدة أربعة أشهر والذي سينتقل بعدها لمتحف فيلاديلفيا للفنون ثم لمعهد ديترويت للفنون في الولايات المتحدة يشمل سبعين قطعة من لوحات ورسومات واسكتشات لرامبرانت الذي يعتبر واحد من أهم فناني العصر الذهبي للفن الهولندي في القرن السابع عشر.
ويجمع هذا المعرض في مكان واحد ولأول مرة لوحات ورسومات لهذا الفنان العبقري ظلت متناثرة في متاحف وبلدان عديدة، وتحديدا في واحد وأربعين متحفا موزعة علي ثلاث قارات. وقد استغرق الإعداد لهذا المعرض أكثر من خمس سنين، ومما لاشك فيه أنه بُذل فيه مجهود جبار حتي جاء علي هذا الشكل الرائع. ومن شأن هذا المعرض أن يمكننا من تتبع التطور الذي مر به رامبرانت في محاولاته رسم وجه المسيح وتحديدا الثورة الذي أحدثها هذا الفنان الفذ عندما استعان بشاب يهودي من بلدته، أمستردام، لكي يستوحي منه ملامح المسيح متخليا بذلك عن الشكل التقليدي لوجه المسيح ذي الجبهة العريضة والأنف الطويل الذي كان يشكل الصورة النمطية لتمثيل المسيح في الفن الأوروبي لعدة قرون.
علي أن تجميع هذا العدد الكبير من لوحات رامبرانت الأصلية في مكان واحد توضح لنا أيضا الثورة التي أحدثها هذا الفنان عند تناوله ليس فقط لشكل المسيح بل لحياته، ثورة استطاع بها رامبرانت أن يسبر غور الأبعاد النفسية والروحية للمسيح نفسه وللكثير من أتباعه وحوارييه. فالمعرض يركز علي العديد من اللوحات التي تناول فيها رامبرانت قصة ظهور المسيح للتلميذين في قرية عمواس وإدراكهما عند لحظة كسر الخبز معهما علي العشاء لحقيقة قيامته، تلك القصة التي يرويها إنجيل لوقا ( 24 : 13 32 ). ويستطيع الزائر أن يتتبع محاولات رامبرانت العديدة للتعبير عن هذه اللحظة الدرامية وكيف نجح بعد عشرين عاما من الاجتهادات والتجارب في أن يبدع رائعته "العشاء في عمواس"، 1648، والتي تعتبر من أنفس ما يقتنيه اللوفر من لوحات.
مرة أخري أكرر أن رسالة أي متحف لا يجب أن تختزل في الحفاظ علي مقتنياته، بل يجب أن تتعدي هذا بكثير. فالمعرض المقام حاليا في اللوفر لرامبرانت مثال ممتاز لكيف يتفاني أمناء المتحف في إقامة المعارض المؤقتة التي تلقي أضواء جديدة علي مقتنيات المتحف ومجموعته الأصلية . فهل سنتمكن يوما ما من أن نشاهد معرضا مماثلا في أحد متاحفنا؟ أم أن أمناء متاحفنا سيظلون أسري عقلية الجرد والعهدة المسيطرة عليهم؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.