أشهر الكُتّاب يختارون للجارديان أفضل كُتب عام 2010:

دفء الشموس الأخري، حرية، والخوف من البرابرة

من ملحمة جوناثان فرانزن العائليّة إلي مجموعة شعريّة جديدة لشيموس هايني، ورسائل فيليب لاركن العاطفيّة، وذكريات حول منحوتات يابانيّة منمنمة، أي الكتب حظيت باهتمام الكُتّاب هذا العام؟
شيماماندا نجوزي أديتشي
تكتب جاك كاي في طريق الغبار الأحمر (بيكادور) بتألّق وصدق عن مسألة أن يكون المرء ابنة بالتبنّي لأبوين من البيض، عن البحث عن أمّها البيضاء وأبيها النيجيري الحقيقيين، وعن الطبقات الكثيرة للهويّة. لديها قدرة نادرة علي تصوير المشاعر دون انجراف عاطفي علي الإطلاق. كتاب إيزابيل ويلكرسون دفء الشموس الأخري (راندوم هاوس) تاريخ جديد ورائع عن المهاجرين الأفارقة الأمريكيين. رواية شانغ راي لي المستسلم (ليتل، براون) كتاب رائع رزين عمّن كابدوا الحرب الكوريّة وإرث هذه الحرب. وكتاب دافيد ريمنيك الجسر (بيكادور) سيرة شاملة جيدة الكتابة لباراك أوباما.
جون بانفيل
كان ويليام جيمس، شقيق هنري جيمس الأكثر شهرة، واحداً من تلك الكائنات الأكثر ندرة، فيلسوفاً كتب نثراً شفافاً أنيقاً ومثيراً. في كتابه قلب ويليام جيمس (مطبعة جامعة هارفارد) وضع روبرت ريتشاردسون كاتب السيرة الذاتيّة لجيمس مجموعة رائعة من أعمال هذا المفكّر العظيم، في معيّة مقاطع قصيرة جيدة الإحكام لتواكب كل عمل بالمجموعة.
كان لدي طوني جودت، هو الآخر، أسلوب نثري رائع، وكتابه الصغير الحجم كوخ الذكريات (ويليام هاينميانّ) مجموعة من مقالات السيرة الذاتيّة، الجميلة والمؤثّرة. ومع أنّ جودت، الّذي عاني من عرض العُصاب الحركي، لقي حتفه أوائل هذا العام، إلا أنّ كتابه الأخير هذا متفائل أكثر من كونه باعثاً علي الحزن.
يطارد الموت صفحات مجموعة شيموس هايني الشعريّة قيد إنساني (فابر)، لكن وكما نتوقّع من هذا الشاعر الأكثر ثباتاً واحتفاءً من بين الشعراء، فالكتاب في النهاية تدبّر حقيقي في الحياة بكل حلاوتها العابرة.
مارجريت درابّل
سيرة هيلاري سبيورلنغ عن بيرل باك دفن العظام (بروفايل) عمل رائع وصادم، ملؤه مادة هائلة الصعوبة شديدة الاستغراق والتنظيم درجة أنّ القارئ يخاطر بالاستخفاف بالفن والبراعة الّذي ينطوي عليه هذا السرد الغريب للصعوبة التبشيريّة في الصين والنجاح الدنيوي في الغرب. يشكّل تاريخ العنف بالصين بالسنوات الأولي من القرن العشرين خلفيّة مضطّربة، وتحتل سمعة باك بوصفها روائيّة المقام الثاني في حكاية حياتها الشخصيّة وعصرها.
يتناول كتاب ستيفي دافيز إلي السويس (بارثيان بوكس) مادة تاريخيّة في رواية تشخصن قوي الإمبرياليّة والنظام الطبقي البريطاني وهويجلوبيسر عن مصر عقب الحرب العالمية الثانيّة مباشرة إلي القرن الواحد والعشرين. لدي دافيز عين رائعة بالنسبة إلي اللون والمكان، واستدعاء حاد لأحداث الطفولة البارزة، وشخصياتها ملؤها مراوغات وغرابة بالأطوار أثناء رواية قصّة جيل كامل.
هيلين دنمور
إن يتخذ الاكتئاب هيئة، كيف يبدو؟ ونستون تشرشل، مثل صمويل جونسون، يسبك كآبته مثل كلب أسود. في كتاب ريبكا هنت السيد شارتويل (فيج تري) يصبح كلب تشرشل واقعاً متوحشاً وعبثيّاً فيما يصل ليغرز أسنانه في حياة أرملة شابة. ثراء لغة هنت والأنماط الخفيّة التي تتصل بأستير هاميرهانز وتشرشل يجعلان من هذه الرواية الأولي، بهجة مؤثّرة.
لسنوات عديدة، كان الشاعر لورانس سيل ينتج قصيدة جديدة كل كريسماس، والآن ها هي مجموعة في أغاني الظلام (مطابع إنيثارمون)، صادقة بصورة صارخة عن الشتاء والظلام شأنها شأن صدقها حول الخيوط الواهية للرجاء الّذي ينير الموسم.
جاكي كاي
يكتب كازو إيشيجورو ببراعة عن النوستالجيا. في الليالي (فابر) خماسيته القصصيّة الرائعة والثريّة _ كل منها تعزف مقطوعة مختلفة من الموسيقي _ أصوات الشخصيات ثرية بقدر الموسيقي ذاتها، ملاحظات حقيقيّة صادمة عن طبيعة الحبّ، والندم، والخيارات والطرق التي لم نسلكها.
مجموعة قصصيّة أخري رائعة تبرز لبيتينا جابباه مرثيّة للشرق (فابر): تبزغ مجموعة رائعة من الشخصيات والقصص في زيمبابوي في عهد روبرت موغابي، بروح مقاتلة، تدفعك للتفكير بشأن البقاء حيّاً والحبّ والأسي.
مذكّرات روبرت طومسون المؤثرة هذا الحفل
يجب أن يتوقّف (غرانتا) دراسة مذهلة عن الحزن. ثلاثة أشقّاء يعودون إلي بيت أبيهم. شغب وحزن يبعث علي البكاء.
آل كينيدي
أودّ بشكل قوي النصح بكتاب بورتريه مدمن بوصفه شاباً لبيل كليغ (جوناثان كاب). لم أقرأ كتاباً بجلسة واحدة منذ فترة طويلة، سوي أنّ ذلك الكتاب نجح في ذلك _ كتاب صادق ورائع كتبه رجل ثمِل باللغة.ليست بالمذكرات بالمعايير القياسية، لكن لديها عمق أدبي حقيقي وتعقيد في البناء دون أي افتعال.
أود أيضاً ذكر كتاب دارين براون اعترافات مشعوذ (شانل فور) _ بطريقةٍ ما كتاب مشابه بصورة غريبة في مستوياته من الألفة والوعي بالذات. يجمع بين أسلوب النثر الباروكي الهزلي مع دقّة في الملاحظة ومستويات طاحنة تقريباً من الفحص للذات، وإن يكن غير مثير للاشمئزاز، تجربة رائعة.
حنيف قريشي
كتاب جاري جرينبرج تصنيع الاكتئاب (بلومسبري) سباق بارع خلال محاولات الأطباء النفسيين والعلماء لاختزال الأشكال التي لا تحصي للاضطراب العقلي _ الّذي يصفه الشعراء دائماً بصورة أفضل من علماء الأعصاب _ إلي عرض وحيد يمكن علاجه بحبّة دواء. فمع عام 2005، كان عشرة بالمائة من سكّان أمريكا يستعملون مضادات الاكتئاب.
إن يكن الأطبّاء هم التجّار الحقيقيون، فكتاب مايك جاي مجتمع الصفوة: العقاقير المسببة للهلوسة في التاريخ والثقافة (تايمز آند هدسون) تقرير مفعم بالحيويّة عن الجانب الآخر من المخدرات التي تمنحك شعوراً زائفاً بالسعادة أكثر من الزعم بجعلك في حال أفضل حقّاً.
كتاب ريناتا ساليسل خيار (بروفايل بوكس) تحقيق مثقّف في أوهامنا المعاصرة عن الحريّة والقوة والجنون الّذي بإمكانهما التسبب به. تكتب بصورة جيدة عن الاستعمال السياسي للقلق وانعدام الأمن بوصفه شكلاً من السيطرة الاجتماعيّة، وتقول، "حين يجري تمجيد فكرة في مجتمع معيّن في وقت مُعيّن، فمن الضروري التحرّز منها".
هيلاري مانتل
إذا كان الله قد قدّر ضرورة سيطرة الرجال علي النساء، فكيف يمكن للمرأة حكم دولة؟ حيّر هذا السؤال أوروبا بالعصور الوسطي، وفي كتابها هي- ذئاب (فابر) تستكشف المؤرّخة الشابة هيلين كاستور الأمر بقوّة وذوق، متخذة من أربعة ملكات انجليزيات هائلات سبقن التيودرز، نماذج رائدة. كل واحدة من هؤلاء الملكات تحدّت ما كان يُنظر إليه بوصفه أمراً طبيعياً، وتجعل كاستور من حكاياتهن المركبة نصوصاً ممتعة القراءة، مثيرة وحافزة علي التفكير.
بانكاج ميشرا
هل القصّة القصيرة، بشكلها المتشظّي بالضرورة ومباهجها الرشيقة، في وضع أفضل من بانوراميّة الرواية في التقاط التفكك الغريب والرؤي المجتزأة للحياة المعاصرة؟ لا ريب، كنتُ هذا العام أسير القصص القصيرة أكثر من الروايات الطويلة. ترسّخ مجموعة دافيد مين القصصيّة الرابعة البقعة (فابر) كاتبها بوصفه قصصيّاً ذا حساسية مميزة مدهشة. وأحداثها تدور في الصين، ينير كتاب ييون لي ولد من ذهب، بنت من زمرّد بعضاً من أغرب زوايا التجربة البشريّة. تقدّم قصص لديبورا إيزنبرغ (بيكادور الولايات المتحدة) استعادة قويّة لواحدة من أكثر كاتبات أمريكا ذكاء.
في الكتب الغير روائيّة، أعجبني كتاب جون كالفيرت سيد قطب وجذور الأصوليّة الإسلاميّة (هرست آند شركاه). محتشداً ضد السياق النوعي لبناء الدولة في مصر، يصف الكتاب بذكاء رحلة متواترة وإن تكن أقل استيعاباً سياسيّاً من الليبرالية العلمانيّة وصولاً إلي العنف والتطرف. أعجز عن النصح كفاية بكتاب الخوف من البرابرة: ما وراء صدام الحضارات (مطبعة جامعة شيكاغو) ينتقد تزفيتان تودروف بحكمته المميزة السياسات الهستيريّة الجديدة في أوروبا وأمريكا.
بلايك موريسون
في عام طيب جداً للكتب _ رواية جوناثان فرانزن حريّة، مجموعة شيموس هايني الشعريّة قيد إنساني، كتاب فيليب لاركن رسائل إلي مونيكا، رواية الفائز بجائزة البوكر هاورد ياكوبسون مسألة فينكلر (بلومسبري)، تأملات جين ميللر الصريحة بشأن التقدّم في السن عُمر مجنون (فيراجو) _ تنويه خاص لمطبوعين من مطابع أصغر. يروي كتاب فريدريش كريستيان دليوس بورتريه للأم بوصفها امرأة شابة بترجمة ممتازة أنجزها جامي بولوخ (بياريني) قصة شابة ألمانيّة في روما عام 1943، تغطي الصفحات المائة وسبعة عشرة محض ساعة واحدة من المشي. تستدعي مذكّرات جون لوكاس سيكون العام القادم أفضل (مطبوعات فايف ليفز) في تفاصيل مدهشة احتفاليّة أصوات ومذاق وروائح انجلترا في خمسينات القرن الماضي، مع إيلاء اهتمام خاص للشعر وموسيقي الجاز.