قصة حياة بن جوريون يحكيها كتاب جديد صادر في إسرائيل بعنوان "بفضل الصديق من بولانسك: رحلاتي مع شلومو تسيمَح ودافيد بن جوريون" للكاتب آرييه بودنهايمر. الكتاب يشير للفترات المبكرة من حياة بن جوريون، منذ كان ناشطاً صهيونيا في بلدة بلونسك بوسط بولندا، وقصة صداقته بالناشط الصهيوني "شلومو تسيمح"، ومنه نعرف شيئا عن الأجواء اليهودية _ والصهيونية _ في وسط أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية، وعن شخصية بن جوريون وعلاقته ب"رفاق النضال". الكتاب يصف عائلتي بن جوريون وتسيمح في بلونسك ببولندا. حيث كبر الإثنان في بيتين مختلفين تماما، عائلة تسيمَح كانت "من العائلات المهمة في بلونسك، ثرية ومحترمة ولها أعمال وأبناؤها كانوا تلاميذ أذكياء." أما عائلة "أفيجدور جرين" "وهو الاسم الأصلي لبن جوريون"، فكانت "بيتا متواضعا ورزقه قليل. أفيجدور كان معتادا علي السير ببنطلون قصير وأن يستضيف في بيته ألعاب ورق أيضا." وكان أبو شلومو تسيمح يحظر علي ابنه زيارة بيت دافيد صديقه، حيث قال له، كما يحكي الكاتب: "ماذا يجمع بين بن تسيمح ابن العائلة الطيبة وبيت جرين، وهو بيت مشكوك في أمره". ولكن الأمور تغيرت في فلسطين، حيث تحول بن جوريون إلي قائد الاستيطان اليهودي والحركة الصهيونية، وهو ما أدي إلي شعور تسيمح بالغيرة منه علي ما يبدو. يقتبس مؤلف الكتاب فقرة من كتاب تسيمَح "قصص من حياة الأرض" يقول فيها: "يبدو لي أن رجال الهجرة الثانية الذين لم ينجحوا في العمل اليدوي، هم بالتحديد، من يحبون التباهي به علي طريقة يوسف فايتس وبن جوريون صديقي، والذي كان عاملا بائسا للغاية." في فلسطين تغيرت أحوالهما بالتدريج. في الثلاثينيات، بينما كان بن جوريون رئيس إدارة الوكالة اليهودية، وصل تسيمَح إلي مرحلة الحضيض في حياته، بلا عمل وبلا رزق واضطر للجوء لصديقه والتوسل إليه. اللقاء تم في مكتب بن جوريون بمباني الوكالة. لم يلتقيا منذ فترة طويلة، ولكن اللقاء جاء رغم هذا باردا: "بدون سلام باليد، ناهيك عن التربيت علي الكتف، وبدون كلمات حميمة." قال له تسيمَح: "وصلت إلي حد رغيف الخبز." ولكنه عندما لاحظ حركات جسد بن جوريون توقف عن الحديث وخرج من الغرفة. بعد سنوات حكي شلومو تسيمَح عن هذا اللقاء: "كان يمكنه رفع سماعة التليفون وكل شيء كان سيصبح علي ما يرام. لم أر في عينيه علامة حزن لكارثة صديقة، وإنما بريق السعادة. بدا لي، كأنه أراد القول: أنت ابن أبا تسيمح، انظر كيف انقلبت الأوضاع، ها أنا هنا وأنت تطلب مني المساعدة."