بيجن طفلاً كتاب صادر مؤخرا في إسرائيل يصف قصة حياة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجن، الكتاب أخذ عنوان "بقوة وبهاء، قصة مناحم بيجن" للكاتبة جليلا رون بيدار، وعرض له في هاآرتس المؤرخ يحيعام فايتس، الذي يعيب علي الكاتبة تجاهلها لمعلومات كثيرة وكتابتها لمعلومات محرّفة أو منقوصة. من بين هذا مثلا تحكي الكاتبة عن خطاب تلقاه بيجن من دافيد بن جوريون عام 1969، كتب فيه بن جوريون أنه "من الناحية الشخصية فلم يكن لديّ أي شيء شخصي ضدك، من كل ما عرفته فيك بالسنوات الأخيرة احترمتك أكثر." ولكن لا يمكن فهم سياق هذا الخطاب بدون التطرّق لخطاب آخر أرسله بن جوريون إلي الشاعر حاييم جوري في مايو 1963 وكتب فيه أن بيجن "شخصية هتلرية نموذجية: عنصري ومستعد لإبادة جميع العرب من أجل اكتمال الأرض." إذن فلقد كتب بن جوريون رسالته لبيجن من أجل التكفير عن رسالته لجوري. وهكذا فقط ترتسم صورة عن العلاقة الباردة التي جمعت مناحم بيجن وبن جوريون. مثال آخر: الفصل الخامس والعشرين من الكتاب يحكي كيف زار بيجن بن جوريون في بيته بتل أبيب عشية حرب 1967، كي يعرض عليه العودة لرئاسة الوزراء. وفايتس يصحح هذه الواقعة، يقول إنها مختلقة تماماً، ففي يوم 2 مايو، اليوم الذي أغلقت فيه مصر مضيق تيران، اقترح بيجن توجيه بن جوريون لرئاسة الوزراء وليفي إشكول لنائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية. هدف الاقتراح كان إذابة الجليد بين بيجن وبن جوريون "العجوز". بعدها وصل بيجن وزملاؤه إلي استنتاج حزين بأن بن جوريون العجوز والمنعزل ليس قادرا علي قيادة الحكومة والجمهور. العقدة الأكبر في حياة بيجن والتي لاحقته حتي نهاية حياته تجاهلتها رون بيدار عاميت وهي تكتب مؤلَّفها، ولكن فايتس يعيد تذكيرها بها، وهي عقدة تخليه عن واجبه إزاء رفاقه من اليهود في الهولوكست: كممثل لحركة الشبيبة العبريين "يوسف ترومبلدور" في بولندا لم يرجع لبولندا المحتلة بينما عاد رؤساء حركات الشبيبة الطليعية الصهيونية للجحيم وترأسوا ثورات في الجيتوهات. الأديبة الراحلة شولاميت هرؤوفين فهمت المعني الرهيب لهذا الحادث، قالت: "هذه البقعة طاردت السيد بيجن حتي هذا اليوم، ربما مثل القبطان في رواية جوزيف كونراد الذي حمل العار حتي نهاية حياته لأنه قفز وترك السفينة الغارقة. ربما لهذا فلقد أصرّ علي أن يري الهولوكست في كل مكان، كي يُمنح فرصة ثانية، وهذه المرة سيتصرف كما ينبغي."