أهداف غامضة، ومنح أمريكية بملايين الدولارات للتعليم فى مصر. البعض يصفها بالسرية, والآخر يراها مغرضة وتهدف لطمس الهوية العربية، لذلك أثيرت العديد من التساؤلات، أبرزها ما تقدم به عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين النائب عبد الفتاح عيد قائلاً: ماذا تريد أمريكا وما الذى تستهدفه؟! السؤال لم يأت من فراغ، وإنما جاء بعد أن ترددت شائعات عن تدخل مباشر للأمريكيين فى العملية التعليمية، وفرض وصايتهم من خلال منحة تقدر ب40 مليون دولار لتقليص تدريس اللغة العربية والتوسع فى تعليم اللغة الإنجليزية، وتدريس نظرية داروين وآينشتين، ووقف منهج الإعجاز العلمى للقرآن. النائب عبد الفتاح عيد قال إن إعلان وزير التعليم عن الانتهاء من مشروع قانون جديد لنظام الثانوية العامة جاء متواكبا مع ما أفادت به مصادر مطلعة بالوزارة، بأن الدور الأمريكى فى تدمير التعليم المصرى واضح تماما من خلال مشروعات التطوير السابقة، التى ربطت بين المعونة الأمريكية والنظام الجديد للثانوية العامة، مؤكدا أن خمسة خبراء أمريكيين حضروا سراً للمشاركة فى خطة تطوير مناهج الثانوية العامة وطالبوا بإلغاء مناهج التربية العسكرية. "لو كان اللى بيتكلم مجنون ..." هذا كان تعليق الدكتور يسرى عفيفى، رئيس مركز تطوير المناهج ووكيل وزارة التربية والتعليم على كلام "عيد", مستنكرا ما تضمنه سؤال النائب، حيث وصف حديثه بكلام العابثين المغرضين، مشيراً إلى أن مصر أكثر الدول العربية حرصا على تدريس اللغة العربية والارتقاء بها، وتخصص لها أعلى الدرجات وأعلى فترات التدريب، نافيا أن يكون هناك وصاية من أى جهة أجنبية على مركز تطوير المناهج بالوزارة، وقال عفيفى إنه يتم الاستعانة ببعض الخبراء الأجانب فى إدخال بعض الأساليب التكنولوجية الحديثة فقط. من جهته, أبدى الدكتور سعيد محمد السعيد أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس، استغرابه مما قاله النائب، موضحا أن المناهج توضع طبقا لقواعد محددة وليس على هوى أى جهة أو شخص. المبالغ الضخمة التى تقدمها الولاياتالمتحدة وما يثار حولها من شكوك نالت من لجان التعليم بمجلس الشعب، حيث كشف الدكتور شريف عمر رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب عن قيام اللجنة بتقديم بيان لوزارة التربية والتعليم للاستفسار عن غرض أمريكا من تقديم مبالغ ضخمة للتعليم فى مصر، رافضا أى تدخل فى شئون التعليم، واعتبر هذا الأمر عدوانا على هوية مصر. أما الدكتور محمود كامل الناقة رئيس الجمعية المصرية لتطوير المناهج، فرفض أى تدخل للقضاء على اللغة العربية، ووصف من يفعل ذلك ب"الجاسوس". الغريب أن الدكتور محمد البلتاجى عضو لجنة التعليم بمجلس الشعب وعضو الكتلة البرلمانية للإخوان (نفس الكتلة التى ينتمى إليها النائب مقدم السؤال)، وصف تلك الاتهامات بالمبالغة, لتبقى الشكوك مستمرة والأهداف الغامضة قائمة، وتظل قصة التدخل الأمريكى فى تعليم أبنائنا مفتوحة.