بعد حب من أول نظرة.. بريطانيا تستعد للزواج الملكى الأسبوع المقبل

تستقبل قلعة وندسور مقر العائلة المالكة البريطانية منذ نحو ألف عام كبار الشخصيات والمشاهير وآلاف الصحفيين يوم السبت المقبل حيث يجمع الحب بين الشباب الملكى وبريق هوليوود.
يحتفل الأمير هارى، وترتبه السادس فى ولاية عهد بريطانيا، بزواجه من الممثلة الأمريكية ميجان ماركل إحدى نجمات المسلسل التلفزيونى الأمريكى (سوتس) فى قلعة وندسور.
وخلال زيارة له إلى فرنسا الأسبوع الماضى قال الأمير تشارلز والد هارى "إنه أمر رائع بالتأكيد. سيكون يوما مميزا جدا للجميع".
والتقى هارى (33 عاما)، الضابط السابق فى الجيش والذى اشتهر فى وقت ما بجموحه، بعروسه المنتظرة فى موعد رتبه صديق مشترك لهما فى يوليو عام 2016. وقالت ماركل (36 عاما) إنها لم تكن تعلم الكثير عن الموعد المرتب مع الأمير بينما قال هارى إنه لم يسمع بها من قبل ولم يشاهد مسلسلها التلفزيونى.
لكنه كان حبا من النظرة الأولى وبعد موعدين فقط اصطحب هارى ميجان إلى بوتسوانا لقضاء عطلة والتخييم تحت النجوم.
وقال هارى فى مقابلة لإعلان الخطبة فى نوفمبر "وقوعى فى غرام ميجان بهذه السرعة المدهشة أكد لى أن هذا ترتيب القدر، كان كل شئ مثاليا، "دخلت هذه المرأة الجميلة حياتى فجأة وكذلك دخلت أنا حياتها".
وتقام مراسم الزفاف يوم السبت المقبل فى كنيسة سانت جورج بقلعة وندسور، مقر الملكة إليزابيث الواقع غربى لندن وأقدم وأكبر حصن مأهول فى العالم.
وهناك تناقض صارخ فى الحداثة بين الملكية البريطانية التقليدية وماركل المطلقة والابنة لأب أبيض وأم أمريكية من أصل أفريقى والتى كانت خلفيتها مصدرا لاهتمام كبير وتعليقات لم تكن دائما إيجابية.
وأصدر مكتب الأمير هارى فى قصر كينزنجتون بيانا انتقد فيه الإعلام فى نوفمبر عام 2016 حيث استنكر العنصرية ضد ماركل فى بعض التقارير الصحفية.
كما احتلت أسرتها بؤرة الاهتمام بعدما انتقدها أخوتها غير الأشقاء فى الصحف وقالوا إنهم شعروا بالازدراء لعدم تلقيهم دعوات لحضور حفل الزفاف.
لكن والديها المطلقين سيلعبان "دورين مهمين" فى يوم الزفاف، ومن المتوقع أن تصل ماركل إلى الكنيسة فى سيارة بصحبة والدتها دوريا راجلاند بينما سيرافقها والدها توماس ماركل فى ممشى الكنيسة.
قالت كلوديا جوزيف كاتبة السيرة الذاتية للشخصيات الملكية "ستضفى ميجان بعدا جديدا للعائلة المالكة. من الواضح أنها تأتى من خلفية مختلفة تماما هذا أمر مهم للغاية ينقل العائلة المالكة إلى المستقبل"، وتمتع الأمير هارى، الابن الأصغر للأميرة الراحلة ديانا، دائما بشعبية هائلة.
وله ذكرى عالقة فى ذهن الكثير من الأشخاص عندما سار بوجوم وهو ابن الثانية عشرة خلف نعش والدته بينما كان موكب جنازتها يجوب لندن بعد موتها فى حادث سيارة فى عام 1997.
وعن هذا الحدث قال هارى فى مقابلة نشرت فى يونيو الماضى "اعتقد أنه لا ينبغى مطالبة أى طفل بفعل ذلك تحت أى ظرف. لا اعتقد أن هذا قد يحدث اليوم".
وتركت وفاة والدته أثر واضحا على سنوات مراهقته التى اتسمت بعناوين الصحف السلبية عنه، واشتبك ذات مرة مع أحد مصورى المشاهير أمام ملهى ليلى فى لندن وأثار موجة غضب بعدما ارتدى زى ضابط نازى فى إحدى الحفلات، ثم بدأت حياته تعود لوتيرة طبيعية بعدما التحق بالجيش وخدم فى أفغانستان ونجح فى تفادى الملاحقة الإعلامية.
أصبح هارى الآن مناصرا لقضايا الصحة العقلية. وقال إنه كان على شفا الانهيار فى العشرينات من عمره. وهذا الاعتراف الصريح بالضعف لاقى صدى فى نفوس البريطانيين إضافة إلى تواضعه الطبيعى عند اختلاطه بعامة الناس.
وأظهر استطلاع للرأى أجرى الأسبوع الماضى أن نسبة شعبية الأمير هارى بين المشاركين فى الاستطلاع بلغت 71% وهذا يضعه فى ثانى مرتبة ضمن الأكثر شعبية فى العائلة المالكة بعد شقيقه وليام بينما سبق جدته الملكة إليزابيث البالغة من العمر 92 عاما.
أما ماركل فقد ولدت فى لوس انجليس وظهرت لأول مرة على شاشة التلفزيون فى حلقة من المسلسل الطبى (جنرال هوسبيتال) فى عام 2002 ثم شاركت فى مسلسلات تلفزيونية أخرى وأفلام.
وفى عام 2011 تزوجت المنتج السينمائى تريفور إنجلسون لكنهما انفصلا بعد عامين. واكتسبت شهرتها الكبيرة كممثلة بعد مشاركتها فى المسلسل التلفزيونى (سوتس) الذى لعبت فيه دور ريتشل زين. وانسحبت ميجان من المسلسل فى الشهر الماضى بعدما تزوجت الشخصية التى تجسدها من حبيبها.
وتقول كلوديا جوزيف "يحب الأمريكيون العائلة المالكة البريطانية وعندما تتزوج ممثلة أمريكية من أمير بريطانى فهذا هو ما تكون عليه القصص الخيالية".
لكن هذا لم يكن رأى جميع البريطانيين. وأظهر استطلاع رأى الأسبوع الماضى أن أكثر من نصف البريطانيين لن يشاهدوا حفل الزفاف.
وقال جراهام سميث المدير التنفيذى لحملة (الجمهورية) المناهضة للملكية لرويترز "لا اعتقد أنه أمر مستساغ أن يكون طموح شخص ما الزواج من ثروة ومكانة غيره وأن ميجان ماركل لم تحقق النجاح بنفسها"، وأضاف "هذا ليس تصورى للقصة الخيالية".