وزير الأوقاف يحيل مجموعة من المخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة ومضاعفة الحوكمة    اليوم.. المصريون بالخارج يصوتون فى ال 30 دائرة المُلغاة    أحمد موسى يكشف أزمة 350 أستاذا جامعيا لم يتسلموا وحداتهم السكنية منذ 2018    سعر الذهب اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025.. عيار 24 بدون مصنعية ب6411 جنيها    استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال شرق قلقيلية    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. الإثيوبيون يحتجون في إسرائيل على قمع الشرطة ولشعورهم بالتمييز.. إعلام إسرائيلى: تصاعد الأزمة بين كاتس وزامير.. رئيس الأركان الإسرائيلى: نستعد لاندلاع حرب مفاجئة    ريال مدريد يسقط أمام سيلتا فيجو بثنائية ويواصل نزيف النقاط.. فيديو    خبير استراتيجي: الاحتلال يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من "اتفاق غزة"    ارتفاع ضحايا مليشيا الدعم السريع على كلوقي إلى 114 سودانى    تسريب الذكرى الأولى لسقوطه.. "الأسد" يسبّ سوريا والغوطة ويهاجم حزب الله.. من المستفيد؟!    وائل القبانى ينتقد تصريحات أيمن الرمادى بشأن فيريرا    محمد الخراشى: مصر والسعودية قادرتان على بلوغ الدور الثانى فى كأس العالم    رمزى صالح: فوز فلسطين بكأس العرب حق مشروع.. ومصطفى شوبير محظوظ    لميس الحديدي توجه رسالة لاذعة لاتحاد السباحة بشأن الراحل يوسف محمد    وزير الرياضة يوضح أسباب وفاة السباح الناشئ يوسف محمد    سلتا فيغو يصعق ريال مدريد 2-0 في البرنابيو    ريال مدريد يسقط أمام سيلتا فيجو 2-0 في الدوري الإسباني    أمن مطروح يفك لغز العثور على سيارة متفحمة بمنطقة الأندلسية    تعرف على شروط إعادة تدوير واستخدام العبوات الفارغة وفقاً للقانون    عاشر جثتها.. حبس عاطل أنهى حياة فتاة دافعت عن شرفها بحدائق القبة    تجديد حبس شاب لاتهامه بمعاشرة نجلة زوجته بحلوان    ضبط 4 عاطلين بتهمة سرقة المواطنين بالإكراه في الحوامدية    حاتم صلاح ل صاحبة السعادة: شهر العسل كان أداء عمرة.. وشفنا قرود حرامية فى بالى    الموسيقار حسن شرارة: ثروت عكاشة ووالدي وراء تكويني الموسيقي    أحمد موسى: "مينفعش واحد بتلاتة صاغ يبوظ اقتصاد مصر"    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    حياة كريمة.. قافلة طبية مجانية لخدمة أهالى قرية السيد خليل بكفر الشيخ    متحدث "الصحة": الوضع الوبائي للفيروسات التنفسية في مصر في معدلاته الطبيعية    3 أكلات يجب تجنبها لتحسين مقاومة الأنسولين    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة مقطعة وملقاة بالقمامة فى عين شمس    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    رئيس الحكومة اللبنانية: الوضع الحالي في المنطقة لا يزال بعيدا عن السلام والاستقرار    بحب نيللي كريم و التمثيل حلمي.. أبرز تصريحات مي عمر بمهرجان البحر الأحمر    ميرهان حسين تكشف خططها الفنية الجديدة وأعمالها وأمنياتها | شاهد    الصحة: إجراءات وقائية جديدة لمكافحة الأمراض التنفسية بين أطفال المدارس    متحف ذاكرة الريف» |عالم اجتماع يرصد ملامح حياة المصرى القديم    الأزهر ينشر فيديوهات لتعليم أحكام التجويد والتلاوة بأسلوب يناسب الجميع    الداخلية تكشف حقيقة خطف فتاة بصفط اللبن: تركت المنزل بإرادتها بسبب خلافات أسرية    «صناع الخير» تسلم أهالي الغربية 4 آلاف نظارة طبية مجانية ضمن مبادرة «تمكين»    كشف ملابسات فيديو عن إجبار سائقين على المشاركة في حملة أمنية بكفر الدوار    وليد جاب الله: مصر تحقق أعلى نمو فصلي منذ 3 أعوام | فيديو    ثلاثة فى خدمة الاحتلال الإسرائيلى    حماية النيل من البلاستيك    «لا للتنمر ضد ذوي الإعاقة».. ندوة لمواجهة آثار وسلبيات التنمر    إضافة 4 أسرة عناية مركزة بمستشفى الصدر بإمبابة    الجامعة البريطانية بمصر تشارك في مؤتمر الطاقة الخضراء والاستدامة بأذربيجان    مدير إدارة قفط الصحية بقنا تجري مرورا مفاجئا وتحيل متغيبين للتحقيق    مدبولي يتابع مشروعات تطوير قطاع الغزل والنسيج والاستغلال الأمثل لبعض الأصول    في مرايا الشعر.. جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص    صحة الشيوخ تدعو خالد عبد الغفار لعرض رؤيته في البرامج الصحية    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    هيئة الرقابة المالية تُلزم صناديق التأمين الحكومية بالاستثمار في الأسهم    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    الأرصاد تكشف خرائط الأمطار اليوم وتحذر من انخفاض درجات الحرارة في عدد من المحافظات    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    وزير الري أمام اجتماع «مياه حوض النيل» في بوروندي: ستستمر مصر في ممارسة ضبط النفس    بث مباشر.. قمة نارية بين العراق وعُمان في صراع إنعاش الآمال بكأس الخليج تحت 23 سنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالوثائق والأرقام..عقود قطر لشراء عقول أمريكا.. "تميم" يدفع 20 مليون دولار شهريا لغسل سمعة قطر من الإرهاب.. الدوحة تتعاقد مع شركات لاستقطاب أعضاء بالكونجرس و2.5 مليون دولار ل«أشكروفت» للتواصل مع مسؤولى أمريكا
نشر في اليوم السابع يوم 22 - 08 - 2017

- الإمارة تتقرب من إدارة ترامب ب10 مليارات دولار لمشروعات البنية التحتية.. و صندوق الثروة السيادية القطرى يدعم ولاية دونالد الأولى ب35 مليار دولار
- التعاقد ب25 ألف دولار شهريا مع مجموعة "جالار" للتدخل فى تشريع القوانين بالكونجرس
-عقد شركة «بورتلاند» ب20 ألف دولار شهريا لتنظيم لقاءات قطرية أمريكية.. وحفيد أمير قطر السابق يتعاقد مع «جلوبال استراتيجيز» للتواصل مع جبهة النصرة


رغم حالة القلق التى شهدتها ليبيا منذ اشتعال ثورتها فى منتصف فبراير 2015، ظلت كثير من ملفات العقيد معمر القذافى وأسراره مستورة حتى وفاته فى أواخر نوفمبر من العام نفسه، قبل الوفاة بأيام جرى تسريب صادم لمكالمة هاتفية جمعت القذافى بأمير قطر السابق حمد بن خليفة، يتحدثان فيها عن خططهما المشتركة لإسقاط المملكة العربية السعودية.


فى المكالمة التى يعود تاريخها إلى العام 2005، وفق أقرب التقديرات، يستعرض الأمير القطرى جهود الدوحة لتقويض نظام الحكم فى المملكة، ويؤكد أنه خلال 15 سنة على الأكثر سيسقط نظام الحكم السعودى، بفضل تحركات قطر ودعمها للمعارضة السعودية بالخارج، وتمويلها لقنوات عديدة تستهدف المملكة، منها «الجديد» فى لبنان، وبين تاريخ المكالمة ووقت خروجها، يرجح مراقبون أن التسريب كان خطوة انتقامية من القذافى قبل مقتله، مع تأكده من دعم قطر للتحركات الثورية ضده، ومشاركتها بعناصر مخابراتية فى تأجيج الأوضاع الليبية، المهم أن المكالمة وبغض النظر عن طريقة تسربها، كانت نقطة التحول الأبرز فى ملفات قطر وسياساتها الإقليمية والخارجية، على الأقل فى العشرين سنة الأخيرة، منذ تولى «حمد» السلطة فى العام 1995.
تمرير مؤامرة قطر برعاية أوباما
بعد شهور من تسرب مكالمة معمر القذافى وحمد بن خليفة، تأكد الأمر، ولم يعد لدى الأمير القطرى فرصة لنفى التسجيل، اعترف فى لقاء بالعاصمة السعودية الرياض بمؤامرته، وأكد ندمه وتراجعه عن سياساته العدائية، ولكن كان واضحا أن المملكة لن تقبل باستمرار حالة الأخوة الرمادية، والخيانة المغلفة بعلاقات المودة والجيرة.

الأزمة التى صنعتها فضيحة المكالمة المشبوهة وضعت قطر فى أزمة، لم يكن متاحا الخروج منها إلا بتدخل أمريكى، راهنت فيه الدوحة على علاقاتها الواسعة بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، ومن خلفه قيادات الحزب الديمقراطى، ووفق هذه الروابط كانت الصيغة المثلى التى جرى التوصل لها، أن يغادر حمد بن خليفة منصبه لصالح ابنه تميم، هكذا يمكن إقناع المملكة بتغير نظرة الدوحة تجاهها، ولكن مع اتفاق ضمنى بالحفاظ على شكل العلاقات الأمريكية القطرية وطبيعة الدور الذى تقوم به الدوحة فى خدمة واشنطن والإدارة الأمريكية، وربما لهذا السبب دعمت الدوحة المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون فى سباق الرئاسة الأمريكية، واستماتت فى مساندتها ضد منافسها الجمهورى دونالد ترامب.
الدوحة تشترى ولاء هيلارى كلينتون
فى 5 نوفمبر الماضى، وقبل يومين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، اتهم جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» فى مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» الإخبارية، هيلارى كلينتون بلعب دور مباشر فى إسقاط ليبيا، تؤكده 1700 وثيقة من إجمالى 30 ألف مراسلة مسربة من البريد الإلكترونى للمرشحة الرئاسية ورئيس حملتها جون بوديستا، وهو ما أكدت تقارير صحفية عديدة أنه كان له دور مرتبط بقطر بشكل من الأشكال.

فى توقيت متزامن أعلنت مؤسسة «كلينتون الخيرية» على لسان متحدثها بريان كوكسترا، تلقيها مليون دولار من قطر، كان هذا فى العام 2011 بينما كانت هيلارى كلينتون وزيرة للخارجية، وهو ما سهل لها أن تتلقى الأموال القطرية دون عرضها على الجهات الرسمية حسبما ينص القانون الأمريكى، بينما يذكر موقع المؤسسة أن قطر قدمت لها ما يصل إلى 5 ملايين دولار على مدى عدة سنوات.


الدعم الكبير الذى قدمته قطر لحملة هيلارى كلينتون، كان يقف وراءه الاتفاق الضمنى بين الدوحة والإدارة الأمريكية وقت الإطاحة ب«حمد» لصالح ابنه تميم، فبحسب مصادر مطلعة شهدت هذه الفترة بداية رهان الدوحة على شركات العلاقات العامة الأمريكية فى اجتذاب أعضاء الكونجرس الأمريكى بمجلسيه، من قيادات وكوادر الحزب الجمهورى، وضمان قدر من التنسيق مع أكبر الأحزاب الأمريكية وأوسعها انتشارا، ما يعنى امتلاك فرص سياسية واقتصادية أكبر حال عبور «هيلارى» للبيت الأبيض، والأهم استمرار غطاء الحماية حال انكشاف مزيد من مؤامرات الدوحة فى المنطقة، أى ضمان ألا يسقط تميم فى مستنقع «مكالمة القذافى» الذى سقط فيه والده.
«ترامب» يزلزل أركان الدوحة
بعد ظهر التاسع من نوفمبر 2016، أصدرت السفيرة الأمريكية فى الدوحة، دانا شل سميث، بيانا نشرته بالصحف وأصدرته لخارجية الدوحة، تطمئن فيه القطريين الذين أصابتهم حالة من الهلع بعد فوز دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، كان إعلان النتيجة ضربة قاسية لقطر التى أنفقت ملايين الدولارات على دعم هيلارى كلينتون، وأصبحت تمتلك شبكة تواصل ونفوذ واسعة داخل هياكل الحزب الديمقراطى، وكانت الصدمة كاملة باكتساح الجمهوريين لانتخابات الكونجرس أيضا وتأمينهم أغلبية كبيرة بالمجلسين.


يوم إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية انهارت البورصة القطرية، سيطر اللون الأحمر على المؤشرات بنسب تراجع ضخمة، وقالت صحيفة العرب، إحدى كبريات صحف قطر: «فوز ترامب بالرئاسة يُحدث زلزالا سياسيا غير مسبوق»، وقال موقع الدوحة نيوز: «شعر القطريون بصدمة شديدة وتصاعد الفزع فى المؤسسات القطرية، حين علموا أن المياردير الجمهورى دونالد ترامب سيكون الرئيس الأمريكى المقبل».. حالة الفزع القطرية سرعان ما انعكست فى صورة حالة من العداء والهجوم على ساكن البيت الأبيض الجديد، انخرطت فيها صحف قطر ومنصاتها الإعلامية وفى مقدمتها الجزيرة، واستخدمت فيها يعض أذرعها وشركات العلاقات العامة التى تتعامل معها فى واشنطن، وهو ما ألمحت له تقارير صحفية أمريكية عديدة، عن تمويل الدوحة لبعض القنوات والصحف داخل الولايات المتحدة، للهجوم على «ترامب» وتأجيج أجواء المعارضة لفوزه، لم يكن الأمر قصاصا ل«هيلارى» والحزب الديمقراطى، الحلفاء المخلصين للدوحة، ولكنه كان محاولة جديدة لاختراق دوائر الجمهوريين، وصنع «لوبى» قطرى جديد.
ملايين قطر تدير سياسة واشنطن
بدأت خطوات تميم بن حمد لاحتواء التغير السياسى الكبير فى واشنطن، من بوابة المال أيضا، كل المواقف والأحداث منذ بدء ولاية حمد بن خليفة أكدت أن الإمارة الصغيرة لا تملك إلا هذا السلاح، فبعد أيام معدودات من فوز «ترامب» أعلن الأمير القطرى الصغير عن هديته للتقرب للسيد الجديد، 10 مليارات دولار أمريكى كاملة.


الهدية القطرية جاءت من خلال صندوق الثروة السيادية القطرى، الذى يرأسه «تميم» ويمثل الذراع المباشرة للدولة فى الاستثمارات الخارجية والتواصل مع الحكومات والقوى السياسية والأفراد وجماعات الضغط حول العالم، إذ أعلن الصندوق عن خطط لاستثمار 10 مليارات دولار فى مشروعات البنية التحتية الأمريكية، فى إطار تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين، و«دعم خطط ومشروعات الرئيس ترامب»، ولكن لم يكن هذا كل ما فى الأمر، فقد تزامن مع هذه الخطوة إعلان عبد الله بن محمد آل ثانى، رئيس جهاز قطر للاستثمار، أن صندوق الثروة السيادية سيستثمر 35 مليار دولار فى مشروعات غير محددة بأمريكا حتى العام 2021، وهو للمصادفة عام انتهاء ولاية «ترامب».

لم تعلق الدوحة رهانها على محور «ترامب» فقط، فبالتزامن مع تقديم فروض الولاء والتقرب من ساكن البيت الأبيض الجديد، سعت لاستعادة معادلتها السابقة «البيت الأبيض/ الكونجرس»، فكما كانت تمتلك حظوظا كبيرة مع أوباما، كانت لديها حظوظ أكبر مع أباطرة النواب والشيوخ، وهو ما كثفت إدارة تميم جهودها لتحصيله عبر بوابة شركات العلاقات العامة وعقود الاستشارات و»اللوبيهات».
عقود قطر لشراء قرار أمريكا
فى تقرير موسع، قالت صحيفة «المونيتور» الأمريكية إن إدارة تميم بن حمد ضاعفت حجم إنفاقها داخل أمريكا 4 مرات قياسا على مستوياته خلال ولاية أوباما، ومن خلال هذه الخطوط والمسارات المالية نجحت قطر فى شراء صمت وزارة الخزانة وأعضاء الكونجرس، وأرغمت الخارجية على الإشادة بتحسين أوضاع العمال، فى الوقت الذى تدين فيه كل التقارير الدولية المحايدة ممارسات الدوحة بحق العمالة الوافدة، خاصة فى منشآت ومشروعات كأس العالم 2022.

شبكة علاقات قطر وتعاقداتها للتأثير على الإدارة الأمريكية وتوجيه دفة الكونجرس تضم عشرات الشركات والصحف، ومئات الصحفيين والسياسيين، بدأتها بالتعاقد مع 4 شركات، وبحسب الأوراق الرسمية المقدمة لوزارة الخزانة من مجموعة جالاجر، تدفع السفارة القطرية بواشنطن 25 ألف دولار شهريا لتنفيذ أجندتها، إضافة إلى 332 ألف دولار شهريا لشركة «سكوير باتون بوجز» للتحكم فى مسار القوانين بالكونجرس، وأكثر من 150 ألف دولار شهريا لشركتى ميركيورى وليفيك للاتصالات.

خريطة التعاقدات القطرية كشفت مجلة «فورنت بيج» الأمريكية جانبا منها، بتأكيدها تعاقد الدوحة مع مجموعتى «بورتلاند»، و«يرسون مارستيلر»، لاستهداف الكونجرس والوكالات الفيدرالية والأمنية، والسعى لتوجيه دفتها فى الأمور المتصلة بشؤون الدوحة أو مصالحها فى المنطقة العربية والعالم، بينما كشف موقع «ميمرى» عن سيطرة الدوحة على كثير من الصحف والمنصات الإعلامية إضافة إلى شراء ولاء كثيرين من الكتاب والصحفيين، وبحسب عقود نشرتها وزارة العدل الأمريكية، فقد تعاقدت الدوحة مع الصحفية فى نيويورك تايمز «كاثرين لويس»، والكاتب المعروف روسايفر بيرلى، إضافة إلى شراكتها فى «هافنجتون بوست»، وتمويلها لعدد آخر من النوافذ الإعلامية عبر عقود إعلانية مباشرة أو رشاوى خفية لقادتها، ومنها «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» و«شيكاجو تريبيون» و«يو إس إيه توداى» و«وول ستريت جورنال» وغيرها.
أموال قطر القذرة.. بالوثائق
ما يتواتر عن تعاقدات قطر المشبوهة وصفقاتها مع شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط شىء، وما يمكن أن تكشفه الأرقام شىء آخر، فبحسب وثائق وعقود رسمية حصلت عليها «اليوم السابع»، وبعيدا عن كل ما سبق ذكره من شركات وأفراد وأطراف وملايين، توصلنا إلى 14 عقدا يجمع الإمارة الخليجية وبعض أذرعها بعدد من شركات العلاقات العامة والاستشارات والحشد والترويج السياسى فى واشنطن، بتفاصيل وأرقام صادمة.

فى عقد بين الحكومة القطرية وشركة Ashcroft للمحاماة، موقع فى 9 يونيو الماضى وموثق فى وزارة العدل الأمريكية برقم 6438، يتضمن الاتفاق تقديم المشروع ودعم الجهود القطرية فى التواصل مع المسؤولين الحكوميين وخبراء السياسة، وطلبت الشركة مليونين و500 ألف دولار أمريكى لبدء العمل.

عقد آخر موثق برقم 6277، بموجبه تتولى شركةGallagher تنسيق اتصالات السفارة القطرية بالفروع التشريعية والتنفيذية للحكومة الأمريكية، والتجهيز لزيارة وفود قطرية، والرد على استفسارات وطلبات الحكومة بشأن قطر، والعقد موقع فى 16 يوليو 2017، وفى ضوء هذا العقد أخطرت الشركة سفارة قطر فى وقت لاحق، بقائمة بالمصادر والشركات وأعضاء الكونجرس الذين تواصلت معهم، والمستحقات المالية التى تقاضتها لدعم أنشطة «اللوبيهات» لصالح قطر، وتكلفة الأمر التى وصلت إلى 120 ألف دولار أمريكى.

شركة أمريكية تحمل فدية قطر ل«النصرة»
التعاقد الأكثر صدمة ومفاجأة فى ملف الأموال القطرية الساعية لسرقة قرار واشنطن، أو على الأقل توجيهه والمشاركة فى صنعه، عقد برقم 4610 ضمن لائحة تسجيل وزارة العدل الأمريكية، يأتى تعاقد قطر مع مجموعة Global Strategies Coucil ووقعه من الجانب القطرى خليفة بن فهد آل ثانى، حفيد أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثانى، ومدته سنة تبدأ من مارس 2017، وينص على المشاركة فى البحث عن الصيادين القطريين المختطفين فى العراق «26 شخصا جرى تحريرهم فى إبريل الماضى» والتواصل مع المسؤولين الأمريكيين والعراقيين، والمصرفيين والمستشارين، و«وضع اللمسات الأخيرة على شروط الاتفاق مع الأطراف المناسبة وأى مؤسسة مالية» لضمان عودة هؤلاء الأفراد، تبلغ قيمة التعاقد مليونى دولار، إضافة إلى نص غريب يُلزم قطر ب«المساهمة بمبالغ معينة فى الجمعيات الخيرية والإنسانية الدولية» وبالبحث تبين أن الشركة نفسها ترتبط بتعاقدات وعلاقات استشارية مع مؤسسات خيرية وإنسانية، وربما كان النص الأخير بوابة لتمرير مزيد من المال خارج نص العقد والرقابة الحكومية.

وقالت وكالة «أسوشيتدبرس» فى تقرير لها أواخر إبريل الماضى، إن قطر دفعت مليار دولار فدية للمخطوفين ال26، والجانب الأكبر منهم من الأسرة الحاكمة، وبحسب متابعين فقد جرى الأمر بوساطة أمريكية، وعبر شركة «جلوبال» تدخلت الخارجية الأمريكية لدى الحكومة العراقية، وتواصلتا مع حزب الله وجبهة النصرة، وتم الاتفاق على إطلاق الصيادين مقابل مليار دولار إضافة إلى إطلاق عناصر محتجزة لدى إحدى الميليشيات السورية المعارضة لنظام بشار الأسد، والمرتبطة بعلاقات مباشرة مع الدوحة.

فى عقد بين السفارة القطرية بواشنطن وشركة Levick مسجل برقم وموقع فى 6228 وموقع فى 22 ديسمبر 2016، تتولى الشركة تنسيق اتصالات قطر بمسؤولين حكوميين وأعضاء بالكونجرس، وتلتزم السفارة بموجب ذلك بدفع 54 ألف دولار شهريا، وفى عقد مع الشركة نفسها بتاريخ 16 يونيو 2017، تلتزم الشركة بتحليل الخطاب الإعلامى وتقييم المخاطر ودراسة العلاقات الأمريكية القطرية، والتنبيه المباشر والسعى للتواصل مع جهات الفعل فى واشنطن، ووسائل الإعلام الرئيسية والاجتماعية، وذلك مقابل 54 ألف دولار شهريا، ويتضمن النص ملحقا حول الرسوم الاستشارية المطلوبة من سفارة قطر، بين يونيو وديسمبر 2017، بإجمالى 378 ألف دولار برقم تسجيل 6064، تعاقد بين سفارة الدوحة وشركة «بورتلاند» تدفع السفارة بموجبه 20 ألف جنيه للشركة لتنسيق جهود التواصل بالمسؤولين وتشكيل «لوبى» قطرى، وفى تعاقد برقم 6170 تلتزم شركة «ميركورى» بترتيب لقاءات مع مصادر وأعضاء بالكونجرس والإدارة الأمريكية، مقابل 100 ألف دولار شهريا، وفى مثل هذه الصيغ من العقود تدفع قطر إلى جانب المقابل الذى تحصل عليه الشركة محل التعاقد، فاتورة غير معلنة تمثل تكلفة التواصل مع أعضاء الكونجرس والمسؤولين وتقديم الهدايا والمنح والرشاوى المادية والعينية.
العقود المتوفرة لدينا، ما استعرضنا تفاصيله وما لم نستعرضه، يصل بالمبالغ التى تدفعها قطر لشركات العلاقات العامة الأمريكية ل20 مليون دولار شهريا، خلاف ملايين العقود الإعلانية وتمويل وسائل إعلامية عديدة، والآن أصبح مندوبو قطر يملؤون المساحة بين الجانب الشرقى لمبنى الكونجرس و«كى ستريت»، التى تضم أشهر الحانات والمطاعم التى يرتادها أعضاء الكونجرس ويسيطر عليها مندوبو 5700 شركة ضغط، ترتبط الدوحة بعلاقات مباشرة مع ما يقرب من 150 شركة منها، وما زالت تتوسع فى تعاقداتها وتضخ مزيدا من الأموال، سعيا لصناعة «لوبى قطرى»، لتحسين صورة قطر وخداع الأمريكيين، وشراء عقول أمريكا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.