رصد "اليوم السابع" ردود الأفعال المختلفة حول قرار جماعة الإخوان بسحب مرشحيها من جولة الإعادة، احتجاجاً على ما وصفته ب"التزوير" و"الانتهاكات" التى شابت العملية الانتخابية فى الجولة الأولى التى أجريت الأحد الماضى، ففى الدقهلية تلقى مرشحو الحزب الوطنى فى دائرتى مركز "المنصورة" و"نبروه" خبر انسحاب حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين من جولة الإعادة بمجلس الشعب بفرح بالغ و أعلنوا أنفسهم فائزين بالمقعد بالتزكية. ومنذ الوهلة الأولى لإعلان الإعادة أعلن مرشحا الحزب الوطنى فى دائرة مركز المنصورة حسن سنجاب فئات ومحمد حماد عمال مواجهتهما الشرسة بين طارق قطب إخوان عمال، وشعبان عيسى عمال مستقل وبعد انسحاب الإخوان أصبحت المواجهة مع مرشح واحد مستقل. والأمر نفسه تكرر فى الدائرة السادسة بمركز شرطة "نبروه" والتى ظهرت فيها التحالفات خلال اليومين الماضيين بين فؤاد بدراوى، مرشح حزب الوفد فئات وبين أبو النجا المرسى، عمال مستقل فى مواجهة مرشحى الحزب الوطنى توفيق عكاشة فئات وعبد الناصر ميرة، عمال ووضعوا الخطة لكيفية السيطرة على نقاط الضعف فى الدائرة والتى من خلالها يتم تقفيل أكبر عدد من الأصوات، خصوصًا فى لجان قرية "كفر الجنينة" والتى بها وحدها 16 ألف صوت وحدث مواجهات بين الطرفين حتى أن توفيق عكاشة أعلن من خلال قناته التليفزيونية تعرضه لمحاولة اغتيال وأتم فيها على الهواء خصومة البدراوى وأبو النجا بالإعداد لاغتياله. وشهدت محافظة الغربية فرحة كبيرة بين مرشحى الحزب الوطنى الذين كانوا سيخوضون جولة الإعادة، فى دوائر "طنطا" و"بسيون" و"نهطاى" و"قطور"، وهو الأمر الذى انعكس أيضًا على الحزب الوطنى وقياداته بالمحافظة. وبقرار المرشد العام بالانسحاب ينتهى الصراع مبكرًا فى جولة الإعادة على بعض المقاعد، حيث أصبح المقعد من نصيب محمد عريبى على مقعد العمال، والذى كان ينافسه الشيخ السيد عسكر صاحب الشعبية الكبيرة ، وفى "بسيون" نبيل فسيخ مرشح الحزب، والذى كان ينافسه علم الدين السخاوى النائب الإخوانى السابق للدائرة. وفى دائرة "نهطاى" أصبحت الفرصة سانحة للوزير السابق محمود أبو زير، مرشح الحزب والذى كان ينافسه بقوة عبد الجواد شبانة، أما فى دائرة "قطور" فما زال الموقف مشتعلا لوجود الصراع بين ثلاثة من المرشحين هم حسن زلط "وطنى" على مقعد الفئات، وينافسه يوسف العيارى "حزب وطنى"، ومعه أشرف الشبراوى مستقل، على مقعد العمال بعد أن انسحب حمدى رضوان مرشح الإخوان. وفى الوقت نفسه نظم مرشحو الإخوان مسيرات وجولات داخل دوائر المحافظة ووجهوا الشكر إلى الناخبين، وهو السلوك الذى قوبل باستحسان كبير من جانب المواطنين، والحزب الوطنى أيضاً للتقليل من نفقات الدعاية الباهظة، والتى تشمل استخدام البلطجة ودفع مبالغ للناخبين، واستقطاب المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ فى الانتخابات. وتسود حالة من الارتباك داخل الدوائر التى انسحب منها الإخوان، لعدم إعلان اللجنة العليا للانتخابات موقف المرشحين الذين كانوا سيخوضون الانتخابات مع مرشحى الإخوان، حيث لم يتحدد هل سيتم حصولهم على المقعد البرلمانى دون خوض جولة الإعادة، أم سيخوضونها مع مرشحين تلو مرشحى الإخوان فى الجولة الأولى. من جانبه، أكد الدكتور أحمد فهمى، أستاذ بكلية الصيدلة، جامعة الزقازيق ومرشح الإخوان الوحيد لخوض جولة الإعادة على مقعد الفئات بدائرة الأولى بمحافظة الشرقية، أن انسحاب الجماعة من جولة الإعادة الآن هو قرار صائب وهى خطوة إستراتيجية، مؤكدا أن الانسحاب فضح النظام أمام الشعب أولا والعالم. ووصف فهمى النظام ب"غير الشرعى" و"المزور"، مشيرا إلى أنه إذا كانت انسحب الجماعة وقاطعت الانتخابات من الأول كان نظامًا سيعطى له فرصة ذهبية لكى يقنع الجميع أن الانتخابات نزيهة وشفافة كما يزعم دائمًا. فيما قال محمود عطية، مرشح الإخوان عن دائرة "كرموز" بالإسكندرية، والتى كان من المقرر أن يخوض الإعادة ضد مرشح "الوطنى" شريف، إن قرار الانسحاب من الانتخابات جاء بعد التأكد من عدم وجود أى نزاهة أو شفافية فى العملية الانتخابية بعد إلقاء القبض على العشرات من أنصار الإخوان وتمزيق ملصقاتهم وشن حملات هجومية عليهم بالإضافة إلى التزوير الذى اعتلى عرش يوم التصويت الذى مورست فيه كل أنواع التزوير بداية من منع المندوبين من الدخول وحتى غلق اللجان وتسويد البطاقات وغيرها. وأوضح عطية، أن المشاركةَ فى الجولة الأولى من الانتخابات حققت أهدافها بإيجابية الشعب المصرى والتفافه حول شعار الإسلام هو الحل ونزع الشرعية عن نظام الحكم الذى انتشرت فضائحه فى أرجاء العالم، على حد وصفه، فالشرعية تُكتسب من إرادة الشعب واختياره لحكامه وممثليه فى المجالس النيابية بإرادة حرة مستقلة، وما حدث أثبت أن النظام مغتصب للسلطة مزور لإرادة الأمة مستمر فى طريق الفساد والاستبداد . وأضاف عطية، أن عدم المشاركة فى جولة الإعادة هو إعلان للاحتجاج على هذا الاغتصاب والفساد، وبهدف عزلة النظام عن الشعب، ويثبت أنه يهدد مبدأ المواطنة ويُكرِّس رفض الآخر، كما يُكرِّس الفساد والديكتاتورية والاستبداد. ولفت عطية، إلى أن عدم مشاركة مرشحى الجماعة فى الإعادة لا يعنى تغييرًا فى إستراتيجيتنا الثابتة بالمشاركة فى جميع الانتخابات، ولكنه موقف فرضته الظروف الحالية، وكل حالةٍ تُقدَّر بقدرها، وسوف نستمر فى كل الإجراءات القانونية التى تلاحق المزورين والمفسدين لإبطال هذا المجلس المُزوَّر ولإحقاق الحقِّ وإعادته إلى صاحبه الحقيقى وهو الشعب.
