تعجبت عجبا شديدا فى الفترة الأخيرة لاستمرار وارتفاع لهجة التهديد والوعيد بين أبناء الوطن الواحد، اللهجة القديمة الجديدة التى لا نريد أن نلغيها من قاموسنا العربى. فى السابق خرج علينا من أفتى بضرورة قتل من يخالفنى فى الرأى، وعليه تم ولادة تنظيم الجهاد وحدث ما حدث وأخيرا تاب أعضاء التنظيم طبعا إلا القليل منهم وآمنوا بأن الفكر لا يقارعه إلا الفكر. فى بلاد النكبة، أقصد بلاد السلطة الفلسطينية، انقسم الجسم والشعب إلى جزأين، غزة والضفة، حماس وفتح، ومن آن إلى آخر يخرج أحد من هنا أو من هناك ويصر على الاستمرار بالتهديد وإعلان الجهاد ضد الآخر، وطبعا جهاد يؤدى إلى موت الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة. فى بلدى الحبيبة مصر أيضا خرج علينا من يهدد بالجهاد والاستشهاد وقامت الدنيا ولم تقعد وحقيقة وبكل أسف هاجت الدنيا وماجت وأحمد الله أن بلدى مزدحمة بالعقلاء الأمناء الذين يؤمنون بالحوار البناء فقط لحل المشاكل المعقدة. يا أحبائى الجهاد هو ما يشرعه القانون والدستور وأولياء الأمور ضد عدو فكر فى اغتصاب أرضنا أو الاعتداء على كرامة شعوبنا، ولكن الجهاد والاستشهاد لقتل شركاء الوطن بحجة اختلاف الرأى أو الدين أو العرق ليس له اسم إلا أنه الإرهاب وهو قمة الفشل الإنسانى. المرة الوحيدة، التى قتل فيها إسرائيلى أحد الإسرائيليين كانت حادثة اغتيال رابين وساعتها كل إسرائيل قالت إنه مختل عقليا وهنا لن أعلق إلا بسؤال واحد كم عربى قتل أخاه العربى وكم مسلم قتل أخاه المسلم وكم مصرى قتل أخاه المصرى؟ ومن هنا ونحن مازلنا نتنسم رائحة نصر أكتوبر تحياتى للبواسل فى الجيش والشرطة المصرية لأنهم كانوا الدرع الواقى الذى حمى مصر من شرور الأعداء والإرهاب.