دخل الفيلم التسجيلى "متى المسكين" والذى من المتوقع إثارته للجدل بمجرد عرضه ضمن منافسات مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة فى مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية، والفيلم من إنتاج شركة آى فيلم، والإخراج لإياد صالح، ويحمل الفيلم اسم "متى المسكين... الراهب والبابا"، ويسرد الفيلم السيرة الحياتية للراهب متى المسكين الذى أثار الجدل على الرغم من أنه لم يخرج من الدير الذى كان يعيش فيه، يتناول الفيلم قصة الراهب متى المسكين منذ اللحظة الذى قرر فيها أن يبيع كل ممتلكاته ويوزعها على الفقراء ويدخل الدير ليصبح أول جامعى يدخل سلك الرهبنة التى كانت قبلة للأميين وقليلى التعلم وخاصة الفقراء، حصل متى على بكالوريوس الصيدلة ليمر بكل المراحل التاريخة من عام 1948 ليتناول كل القضايا السياسية والدينية التى بالرغم من أن متى كان بعيدا عنها إلى أنه كان له دور ملموس فى التأثير عليها. الراهب متى المسكين اختارته مجلة النيوزويك الأميركية من أهم أربع رهبان فى العالم، وله العديد من المواقف، فهو مفكر ورجل صاحب أفكار دونها فى كتبه، فيها ما هو عام نحو الإنسانية، وبها ما هو خاص بمصر فى تحقيق المجتمع المتسامح والمتجانس البعيد عن أى طائفية ونزاعات دينية، ويدعو الفيلم إلى اتخاذ آرائه وأفكاره للحد من الفتنة الطائفية التى تشتعل جذوتها تحت الرماد فى مصر حاليا، كما أن الراهب له موقف شهير فى أزمة 1981 حيث رفض الجلوس على الكرسى البابوى بعد عزل الرئيس السادات للبابا شنودة. مدة الفيلم حوالى 50 دقيقة واستغرق الإعداد والتصوير حوالى سنة، وهناك 12 ضيفا تم استضافتهم فى الفيلم للحديث عن متى المسكين، منهم أستاذ القانون والوزير السابق يحيى الجمل، والمؤرخان ميلاد حنا وكمال زاخر، وأستاذ علم اللاهوت وقسيس كنيسة مسطرد عبد المسيح بسيط، والكاتب الصحفى عادل حمودة، إضافة إلى ضياء رشوان ودكتور عاطف العراقى، وفايز فرح وأندريا زكى. وواجه الفيلم أثناء التصوير العديد من الصعوبات، أهمها إيجاد من يمكنه الحديث عن الراهب الشهير، لأنه ولد فى 1919 وهو ما يجد صعوبة فى تأريخه، كما أنه شخصية لم تكن تظهر كثيرا ولا يراها الكثيرون، لأنه قضى كل عمره حتى وفاته فى 2006 داخل الأديرة، كذلك فقد كانت هناك صعوبة كبيرة فى الحصول على المواد الأرشيفية من صور ومقالات وفيديو، أما الصعوبة الأكبر فكانت تتمثل فى أن الكثيرين لا يعرفون عنه غير بعض معلومات بسيطة، والأكثر لا يفضل الكلام فى هذا الموضوع لما فيه من حساسية. تدور محاور الفيلم حول بدايته، ثم أخذه لقرار الرهبنة بعد حصوله على بكالوريوس الصيدلة، ثم دخول الدير، وكتاباته وأفكاره، وكذلك تطويره لدير الأنبا مقار ليتحول إلى واحد من أهم الأديرة فى مصر، ثم ترشيحه الأول لكرسى البطريركية خلفا للبابا يوساب الثانى عام 1956، ثم ترشيحه لكرسى البابوية خلفاً للبابا كيرلس عام 1971، ودوره فى أزمة عزل البابا شنودة عام 1981، وأخيرا بقائه فى الدير إلى وفاته عام 2006، وقد تم التصوير فى دير الأنبا مقار الذى كان راهبا به، كما تم تصوير العديد من مشاهد إعادة البناء (محاكاة الواقع) باستخدام ممثلين، وخاصة تلك الخاصة برهبنته فى الصحراء.