أثار الفيلم التسجيلى القصير "متى المسكين.. الراهب والبابا" للمخرج إياد صالح، إعجاب الكثير من النقاد وأعضاء لجنة التحكيم بالدورة ال14 لمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، رغم عدم حصوله على جوائز بالمهرجان، وهو ما أرجعه البعض داخل المهرجان إلى حساسية الموضوع، الذى يتناوله حيث يسرد الفيلم السيرة الحياتية للراهب "متى المسكين"، الذى أثار الجدل رغم أنه لم يخرج من الدير الذى كان يعيش فيه. وتبدأ أحداث الفيلم بعرض لقطات من خطاب للرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات، ويؤكد فيه على عزل البابا شنودة، لنعود بعد ذلك إلى قصة حياة متى المسكين، الذى ولد فى عام 1919، ثم تخرجه وعمله كصيدلى ثم اللحظة التى قرر فيها أن يبيع كل ممتلكاته ويوزعها على الفقراء ويدخل الدير، ليصبح أول جامعى يدخل سلك الرهبنة ليمر بكل المراحل التاريخة من عام 1948، ويتناول الفيلم كل القضايا السياسية والدينية التى رغم أن متى كان بعيدا عنها إلى أنه كان له دور ملموس فى التأثير عليها. كما يتناول الفيلم الصراع بين متى المسكين والبابا شنودة، خصوصا مع رفض الأول إقحام العمل السياسى فى الدين، كما يلقى الفيلم الضوء على الكتب التى ألفها متى والتى محظور تناولها، كما يلقى الضوء على الاختلاف حول كيفية وصول البابا شنودة للكرسى البابوى بالتزوير ضد الأب متى المسكين. مخرج الفيلم إياد صالح صرح ل"اليوم السابع" بأنه ليس غاضبا من عدم حصول الفيلم على جوائز، خصوصا مع إشادة النقاد بالفيلم وثنائهم عليه، أما عن الصعوبات التى واجهته أثناء تنفيذ العمل أكد أنه واجه صعوبات كثيرة، منها أن الموضوع فى حد ذاته صعب، خصوصا أن متى المسكين ولد عام 1919 وكان من الصعب إيجاد مادة أرشيفية وتاريخية كبيرة عنه، كما أنه كانت هناك صعوبات كثيرة فى البحث عن ضيوف للحديث عن متى المسكين، خصوصا أنه اكتشف أن الخلاف بين الكنسية حول متى المسكين لم ينته بوفاته، وكان الكثير من الضيوف اعتذروا عن المشاركة بالفيلم لحساسية موضوعه. وأشار إياد إلى أن اسم "متى المسكين.. الراهب والبابا" يشير إلى أن الفيلم عبارة عن قصة وطن وكنيسة وليس مجرد سيرة ذاتية لشخصية مسيحية، خصوصا أن الراهب متى المسكين ساهم فى الحراك الثقافى والسياسى والزراعى أيضا، فهو مفكر ورجل صاحب أفكار دونها فى كتبه. وقال إياد، إن الأهم فى الفيلم أن المشاهد بعد رؤيته يشعر بأنه شخص بحجم "متى المسكين" مظلوم تاريخيا وليس معروفا بالنسبة للكثيرين، رغم أنه واحد من أهم الشخصيات التوافقية، ومتسامح إلى أبعد الحدود، وشارك فى مؤتمرات الأديان بإيطاليا، ويدعو إلى نبذ التعصب ولا يريد إلا الخير للناس. واستغرق تصوير الفيلم 6 أشهر، وتخللها أيام من الانتظار بينما التصوير الفعلى كان فى 17 يوما. ويتحدث فى الفيلم أستاذ القانون والوزير السابق يحيى الجمل، والمؤرخان ميلاد حنا وكمال زاخر، وأستاذ علم اللاهوت وقسيس كنيسة مسطرد عبد المسيح بسيط، والكاتب الصحفى عادل حمودة، إضافة إلى ضياء رشوان ودكتور عاطف العراقى، وفايز فرح وأندريا زكى. ونفى إياد تدخل الكنسية فى عدم بيع الفيلم لأى من المحطات التليفزيونية حتى الآن قائلا: إن العمل يقدم وجهتى النظر المحايدة والمعارضة.