تترقب الدوائر الفنية والثقافية والإعلامية بمزيد من القلق واللهفة ردود الفعل التي يُنتظر أن يثيرها الفيلم التسجيلي"متي المسكين... الراهب والبابا"،الذي اختير للعرض في مسابقة الأفلام التسجيلية الخاصة بالدورة المقبلة لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية،التي تُفتتح مساء السبت الموافق 2 أكتوبر،فإضافة إلي موضوعه الذي يتناول السيرة الحياتية للراهب الذي أثار الجدل علي الرغم من أنه لم يخرج من الدير الذي كان اختار الحياة فيه،بعد أن قرر بيع جميع ممتلكاته ووزع ريعها علي الفقراء،ليصبح أول جامعي (حصل علي بكالوريوس الصيدلة) يدخل سلك الرهبنة التي كانت مفصورة من قبله علي الأميين ومحدودي التعليم،يرصد الفيلم القضايا السياسية والدينية التي كان له دور ملموس فيها،وعلي رأسها موقفه الشهير في أزمة سبتمبر عام 1981 ،عندما رفض الجلوس علي الكرسي البابوي خلفاً للبابا شنودة الذي عزله الرئيس السادات،كما يثني علي مواقفه كمفكر تراوحت أفكاره بين ماهو انساني وما هو خاص بمصر ،والتي انصبت في أغلبها علي أهمية الوصول إلي المجتمع المتسامح والمتجانس البعيد عن أي طائفية أونزاعات دينية،الأمر الذي كان سبباً في أن تختاره مجلة "نيوزويك" الأمريكية كواحد من أهم أربعة رهبان في العالم. فيلم "متي المسكين .. الراهب والبابا" (50 دقيقة) إخراج إياد صالح وإنتاج شركة "آي فيلم"،واستغرق إعداده وتصويره قرابة العام نجح المخرج خلاله في استضافة 12شخصية عامة للحديث عن "متي المسكين"،من بينهم أستاذ القانون والوزير السابق يحيي الجمل، والخبير ميلاد حنا والمؤرخ كمال زاخر، وأستاذ علم اللاهوت وقسيس كنيسة مسطرد عبد المسيح بسيط،بالإضافة إلي الكاتب الصحفي عادل حمودة،والخبير في شئون الجماعات الإسلامية ضياء رشوان وأستاذ التاريخ د.عاطف العراقي، والإعلامي فايز فرح وأندريا زكي. كان الفيلم قد واجه بعض الأزمات أثناء تصويره من بينها العثور علي الشخص المناسب للحديث عن الراهب الذي ولد عام 1919 خصوصاً مع ما كان معروفاً عنه من زهد وابتعاد عن الناس؛إذ قضي عمره كله،وحتي لحظة وفاته عام 2006 داخل الأديرة،واتصالاً بهذه النقطة ظهرت أزمة أخري تمثلت في صعوبة الحصول علي المواد الأرشيفية من صور ومقالات وفيديو، أما الصعوبة الأكبر فظهرت مع وجود بعض الشخصيات التي لم تفضل الحديث عن الراهب متي المسكين بحجة أن الموضوع يحمل في جوانبه حساسية كبيرة ! أما محاور الفيلم فتدور حول بداية تكوين "الراهب" واتخاذه قرار الرهبنة عقب حصوله علي بكالوريوس الصيدلة،ودخوله الدير،واتجاهه لتدوين أفكاره في عدد من الكتب،ونجاحه في تطوير دير الأنبا مقار ليتحول إلي واحد من أهم الأديرة في مصر،وترشيحه الأول لكرسي البطريركية خلفا للبابا يوساب الثاني عام 1956وترشيحه لكرسي البابوية خلفاً للبابا كيرلس عام 1971، ودوره في أزمة عزل البابا شنودة عام 1981، وتفضيله البقاء في الدير إلي حين وفاته،وقد تم التصوير في دير الأنبا مقار ،كما تم تصوير العديد من مشاهد إعادة البناء في محاكاة للواقع عن طريق الاستعانة بممثلين،خصوصاً فترة رهبنته في الصحراء.