على الرغم من إشادة العديد من النقاد بالفيلم التسجيلى القصير «متى المسكين» للمخرج إياد صالح، إلا أن الفيلم خرج من المسابقة دون جوائز، ولأن الفيلم يتناول موضوعاً حساسا هو الأزمات التى مر بها الأب متى وخلافه مع البابا شنودة، فقد تبادر إلى الأذهان أن الفيلم لم يحصد جوائز لأسباب سياسية. وقال إياد صالح، مخرج الفيلم: أستبعد عدم حصول الفيلم على جائزة لأسباب سياسية لأنى أثق فى نزاهة اللجنة الدولية المحايدة، كما أثق فى أن على أبوشادى، رئيس المهرجان، ليست له حسابات سياسية، بدليل أنه وافق على عرض الفيلم فى المسابقة الرسمية، وفضلا عن ذلك فإن فيلمى ليس موجها ضد السلطة الكنسية، بل يستعرض حياة راهب تمتع بشعبية كبيرة ومر بأزمات عديدة خلال حياته بينها أزمته مع البابا شنودة. لم ينكر إياد أن فيلمه احتوى على معلومات حساسة للغاية، ومنها تفصيل شروط فى لائحة انتخاب البابا من أجل استبعاد الأب متى، وما أثاره حوله وزير الداخلية حول اتهامه بالشيوعية بسبب خططه الإصلاحية، ومنع نشر وتوزيع 180 كتابا له باعتبارها خطرا على الشباب، وقال إياد: فى الفيلم راعيت وضع الرأى والرأى الآخر، لذا تحدثت مع الأب عبدالمسيح بسيط، أستاذ علم اللاهوت، كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، ليمثل الرأى الرسمى للكنيسة الأرثوذوكسية، بعد أن فشلت فى الوصول لقيادات كنسية أكبر منه، كما ضم الفيلم أراء لمفكرين أقباطاً علمانيين ومفكرين مسلمين. أكد إياد أن هذا هو أول عرض لفيلمه، وقال: الفيلم استغرق تصويره 15 يوماً كانت موزعة على مدار عام 2009، ولم أتطرق للأفكار الدينية للأب متى، حتى لا يقال إن مخرجا مسلما يقحم نفسه فيما لا يعنيه، لذا ركزت على أزماته السياسية بالاستناد إلى مذكراته الشخصية وهى موجودة بالأسواق ودعمت المعلومات بآراء مفكرين ينتمون لتيارات مختلفة، وبصراحة، رحبت قيادات الكنيسة الأرثوذوكسية بالتصوير داخل الأديرة لكنها اشترطت عدم التسجيل مع الرهبان، لذا تحدثت مع بعض القيادات الكنسية خارج الأديرة، وأحب أن أوضح أن الفيلم لا يهاجم البابا شنودة ولكن يحمل الرأيين والفكرة الرئيسية هى قصة حياة الأب متى، مروراً بأزماته، وكيف أن السادات استخدمه لضرب البابا شنودة خلال فترة عزله. إياد سيبيع الفيلم لإحدى المحطات الفضائية، ولا يتوقع وقوع صدام مع أى جهة فى الدولة، كما سيشارك به فى مهرجانات أخرى.