أنهى مهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة والتسجيلية دورته الحالية بعرض الفيلم المثير للجدل «متى المسكين» والذى يفتح من جديد ملف الأب الذى عاش حياته منعزلا فى الصحراء بإرادته الخاصة تاركا خلفه صراعات وخططا تدور رحاها فى قلب المدينة. والفيلم كما أخرجه إياد صالح فتح كثيرا من الملفات مستعينا بوجهات نظر متعددة لصحفيين ومؤرخين ورجال سياسة. وانطلق الجميع فى تفسيرات تاريخية لملف الأب متى وهو الملف المسكوت عنه طويلا ولا توجد عنه أى معلومات متاحة، كما ذكر إياد فى الندوة التى أعقبت العرض. الفيلم بدأ مشاهده بميلاد الأب متى، ساردا رحلته حتى تخرجه كصيدلى ثم توجهه للرهبنة بإرادته الكاملة إيمانا منه بأن الرهبنة فعل يطلب لذاته، ثم استعرض الفيلم ترقى الأب متى حتى ترشحه للكرسى البابوى لأول مرة ولكن تولاه البابا شنودة، وتلك هى أكثر مناطق العمل جدلا، حيث ذكر الفيلم أن الأب متى كان من الأسماء المرشحة بقوة للكرسى البابوى ولكن لم تكن القيادة السياسية راضية فخرج من المرشحين. واستكمل الفيلم باقى تفاصيل حياة الأب متى وانعزاله عن الحياة مع رهبانه فى الصحراء وتأليفه نحو 118 كتابا تدرس فى كل مدارس اللاهوت فى العالم ولكن فى مصر محظور كثير منها، فالكنيسة تحذر دائما من مطالعة كتبه وتعاليمه. وعرض الفيلم ايضا مشاهد لزيارة البابا شنودة لدير الانبا مقار الذى سكنه المسكين عام 1994 وكيف رحب به الاب متى ولقبه بسيدنا مشبها زيارته بزيارة المسيح. ثم انتهت رحلة الأب متى بوفاته عام 2006 بدير الأنبا مقار ووصية لرهبان الدير بدفنه بابسط الطرق الممكنة ودون أى إثارة. واختتم الفيلم مشاهده بكلمات الضيوف والتى جاء فى احداها على لسان كمال زاخر المفكر القبطى أن الأب متى ستعرف قيمته إذا جاء على رأس الكنيسة رجل آخر. الفيلم بأكمله أثار حالة من الإعجاب والإشادة من جميع الحضور حتى مدير الندوة محمد الروبى خرج عن حياده كمدير للندوة وحياه وقال هذا رأيى على المستوى الشخصى.. وهذا بسبب جهد المخرج وفريقه فى جمع صور وثائق ولقطات أرشيفية وتفنيد وتحليل لفترة زمنية شائكة ومعقدة جدا.