التقى أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، أعضاء أحد أندية الإسكندرية الاجتماعية، خلال ندوة حوارية موسعة بعنوان «حوار مع محافظ الإسكندرية: بين الحاضر والمستقبل»، ناقش خلالها عددًا من الملفات الحيوية وخطط التنمية المستدامة بالمحافظة. وأكد محافظ الإسكندرية، أن الندوات الحوارية تمثل منصة مهمة لتبادل الرؤى وطرح الأفكار البنّاءة، وتسهم في تعزيز الثقة والتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني، بما ينعكس على تحسين مستوى الخدمات وتحويل سياسات الدولة إلى مشروعات ملموسة على أرض الواقع. واستعرض المحافظ، أبرز ملامح خطة تطوير الإسكندرية، والتي تستهدف مواجهة التحديات المزمنة في البنية التحتية والخدمات، وتحسين الصورة البصرية للمناطق السياحية، بجانب تطوير الكورنيش والحدائق العامة، بما يحافظ على الطابع الحضاري والتاريخي للمدينة. كما تناول اللقاء جهود تطوير منظومة النقل والمواصلات، مشيرًا إلى أن مشروعات تحويل قطار أبو قير إلى مترو حديث وتطوير ترام الرمل تمثل نقلة نوعية في النقل الجماعي، وتسهم في تقليل زمن الرحلات وزيادة الطاقة الاستيعابية، فضلًا عن تنظيم حركة مركبات التوكتوك، وتحديث أسطول سيارات الأجرة، والتوسع في استخدام المركبات الكهربائية وتحديد نقاط شحنها، دعمًا للتوجهات البيئية الحديثة وتحقيق الانضباط المروري. وفيما يخص الملف المروري، أوضح المحافظ، أن المحافظة تعمل على تنفيذ حلول جذرية للاختناقات بالمناطق الحيوية، من خلال إنشاء جراجات متعددة الطوابق، وتطوير المحاور والشرايين الرئيسية، والتوسع في تطبيق الحلول الذكية لإدارة الحركة المرورية. وأكد محافظ الإسكندرية، أن ملف الصرف الصحي يحظى باهتمام خاص، من خلال تنفيذ رؤية متكاملة لتطوير منظومات الأمطار والصرف والطاقة والطرق، تعتمد على حلول غير تقليدية تراعي الطبيعة الجغرافية للمدينة، بجانب تنفيذ مشروعات كبرى في الصرف الصحي والطاقة المتجددة، بما يقلل من الأزمات الموسمية ويرفع كفاءة الخدمات وجودة الحياة. وتطرق اللقاء، إلى ملفات التعليم والصحة، إذ أشار المحافظ، إلى خطط زيادة عدد الفصول الدراسية وتقليل الكثافات الطلابية، وتدريب المعلمين، فضلًا عن دعم المنظومة الصحية في إطار تطبيق التأمين الصحي الشامل، ورفع كفاءة عدد من المستشفيات، وتحسين خدمات الكهرباء والمياه والنظافة، والبحث عن حلول اقتصادية مبتكرة لإدارة المخلفات. كما استعرض المحافظ، جهود مواجهة مشكلات العقارات الآيلة للسقوط والمباني المخالفة، وتطوير الأسواق العشوائية وإزالة الإشغالات، لتحقيق الانضباط بالشوارع، مع التأكيد على التوازن بين تطبيق القانون والحفاظ على مصادر رزق البسطاء، ورفض أي ممارسات تضر بالأمن الاجتماعي، بجانب محاربة الفساد الإداري وفهم احتياجات المواطنين المعيشية. وشدد محافظ الإسكندرية، على أهمية المشاركة المجتمعية ودور رجال الأعمال في دعم مشروعات التنمية، خاصة في مجالي التعليم والصحة، والمساهمة في تطوير مداخل المدينة والحفاظ على هويتها البصرية والتاريخية، مشيرًا إلى مشروعات ترميم المباني التراثية بمحيط محطة الرمل. واختتمت الندوة، بجلسة نقاشية تفاعلية، جرى خلالها تلقي الأسئلة مكتوبة، في حوار اتسم بالشفافية والتنظيم، إذ أكد محافظ الإسكندرية، أن الحفاظ على ما يتم إنجازه وتعديل السلوكيات العامة يمثلان الضمان الحقيقي لاستدامة مشروعات التطوير، مشددًا على أن المحافظة تستهدف تحقيق طفرة نوعية ملموسة قبل صيف 2026 تليق بتاريخ ومكانة الإسكندرية.