لم تتوقف مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» عند تطوير شبكات البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحى، أو إنشاء مراكز الشباب وتبطين الترع وتطوير الخدمات العلاجية والطبية، بل امتدت لتشمل إعادة إعمار المنازل فى القرى الأكثر احتياجًا، فى خطوة تستهدف تحسين جودة الحياة من جذورها. وفى هذا الإطار، شهدت قرية الدير بمحافظة الأقصر، والتى تعد أكبر قرى الجمهورية ويطلق عليها أهلها «الصين الشعبية»، تنفيذ مشروع متكامل لإعادة إعمار 160 منزلًا، جرى تنفيذه على مرحلتين؛ الأولى شملت تسليم 94 منزلًا، فيما تضمنت المرحلة الثانية 66 وحدة سكنية، ليصل إجمالى المنازل التى تم تطويرها منذ بدء المشروع إلى 160 منزلًا. وأكد أحمد إبراهيم، مدير المركز الإعلامى لمؤسسة «خير للناس» للتنمية والمساعدات الإنسانية، أن المشروع يستهدف إعادة إعمار شاملة للمنازل، إلى جانب تطوير البنية التحتية بالكامل، وتقديم خدمات طبية ومساعدات اجتماعية للأسر المستفيدة. وأضاف أن المرحلة الأولى استهدفت إعادة إعمار 94 منزلًا بنجع الفوال، وذلك فى إطار تعاون مشترك بين وزارة التضامن الاجتماعى ومحافظة الأقصر ومؤسسة «إى إف جى» للتنمية الاجتماعية. من جانبها، أوضحت هناء حلمى، الرئيس التنفيذى لمؤسسة «إى إف جى» للتنمية الاجتماعية، الجهة المنفذة للمشروع، أن أعمال التطوير شملت إعادة إعمار كاملة للمنازل التى تعانى من تدهور حالتها الإنشائية، من خلال إنشاء هياكل خرسانية مسلحة متكاملة تشمل القواعد والأعمدة والأسقف، إلى جانب التشطيبات الداخلية والخارجية، ويتكون كل منزل من غرفتين وصالة وحمام، بما يوفر سكنا آدميًا يليق بالأسر المستفيدة. وأضافت أن المرحلة الثانية من المشروع جاءت عقب الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى، التى تضمنت تطويرًا شاملًا لكل المنازل بنجع الفوال، إلى جانب تطوير البنية التحتية، حيث جرى إحلال وتجديد شبكة مياه الشرب، وإنشاء محطة رفع لمياه الصرف الصحى، تمهيدًا لربطها بخط الطرد مع محطة الصرف الصحى الرئيسية الجارى تنفيذها بقرية زرنيخ، ضمن المشروع القومى «حياة كريمة». ولم يقتصر المشروع على الجانب العمرانى فقط، بل شمل بعدًا تعليميًا واجتماعيًا، من خلال إنشاء «أكاديمية العلماء الصغار»، كمشروع تعليمى يستهدف التعليم المبكر للأطفال وفق نظام «المونتيسورى»، ويضم قسمًا خاصًا لتعليم الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، وهو الأول من نوعه بمحافظة الأقصر.