أكدت صحيفة (الوطن) السعودية أن مصر فى طريقها للتخلص من أيديولوجيا التطرف والمضى فى تجفيف منابع الإرهاب، داعية المصريين إلى السعى لتنمية بلادهم لتحقيق الأهداف المرجوة. وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "عن قصة مصر مع الإرهاب"، "إن كل مراقب أو متابع يستطيع أن يعقد مقارنة سريعة بين مصر فى سنة الإخوان ومصر بعد 30 يونيو، ويستطيع كل محايد أن يرى عودة الحياة إلى الشارع المصرى بعد الفوضى والصراعات والانقسامات التى أعقبت ثورة 25 من يناير، التى اشتدت فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى". وأضافت أنه "أثناء فترة حكم الإخوان نشطت الجماعات الإرهابية فى مصر، وتوالدت بشكل غير مسبوق فى أرض لها تاريخها الحضارى القديم، وشعب يحمل كل قيم التمدن والتنوع، ونخب لها عمقها وتجربتها فى تاريخ مصر الثقافى والسياسي، جاءت هذه الجماعات والتنظيمات لاختطاف الدولة المصرية، ولفرض وإحلال ثقافة رجعية طارئة على أمة فطرت على التعايش والتنوع والاختلاف". وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجماعات والتنظيمات وجدت فرصتها التاريخية لخنق الأصوات المخالفة لها، ولتغيير كل ما يتعلق بطبيعة هذا المجتمع المدنى، توافقت مصالح هذه الجماعات والتنظيمات سلفية جهادية وإخوانية - على شعارات وأسس هشة تتلبس ثوب الإسلام، وكان هدفها الأول اختطاف الدولة، ليتم لها بعد ذلك تجريد مصر من تاريخها، وثقافتها، وفنها، وتنوعها السياسى. وتابعت "أن سيناء كانت وقتها معسكرا للتنظيمات الجهادية، لأن سيناء بالنسبة لنظام الإخوان لم تكن أكثر من ورقة مساومة يمكن من خلالها أن ينجح النظام فى فرض خلافته على المنطقة، ويعرف الإرهابيون جيدا أن مصر فى ذلك الوقت كانت فرصة تاريخية لا تعوض لإثبات نجاحهم السياسى ومن ثم فرض أجندتهم ورؤاهم فى محيطهم الإقليمى، لكن فطرة المصريين وتجاربهم ووعيهم السياسى كانت بالمرصاد لهذا المشروع الرجعى، الذى كان يمثل خطرا داهما على المنطقة بأسرها". وأكدت أن ثورة 30 يونيو جاءت لتغير المسار وتتدارك الوضع، مضيفة "وها نحن نرى الاستقرار الأمنى وعودة الحياة الطبيعية إلى كل بيت وشارع ومدرسة.. ها نحن نرى مصر ماضية إلى النهضة شيئا فشيئا، ماضية إلى إزالة كل الركام الذى خلفته تركة الماضى ها نحن نراها تفتح صفحة جديدة يكتبها سائق التاكسى فى سيارته، والعامل فى مصنعه، والطالب فى جامعته، والفنان فى مسرحه، والشيخ فى مسجده.. ها نحن نرى مشروع قناة السويس الجديدة يبعث الأمل فى حياة كل شاب مصرى". ووصفت التفجيرات الإرهابية الأخيرة فى سيناء واستهداف رجال الأمن والمنشآت الحيوية بأنها "محاولة اليائس" من قبل أعداء الحياة، بعد أن استعصت عليهم مصر. وقالت - فى ختام تعليقها – "إن ما نراه هو أن مصر فى طريقها للتخلص من أيديولوجيا التطرف، والمضى فى تجفيف منابع الإرهاب، لكن ذلك لن يكتمل إلا إذا ركز المصريون على مفتاح التقدم: التنمية".