صناعة الإستانلس.. شرائح معدنية من الورشة للزبون مباشرة حيا أو ميتا

بخبرة سنوات طويلة من العمل الشاق، وأسرار لا يعرفها إلا أهل المهنة التى يطلق عليها "صنعة اليهود"، نظرا لصعوبة مداخلها وحواريها، تتحول شرائح "الاستانلس" الخام تحت أيديهم الماهرة إلى أشكال متعددة، ففى مرة يصنعون منها "شواية كبابجى"، وفى ثانية عدة كاملة لمطاعم الكشرى والحلويات، وفى ثالثة نقالات ثلاجات المشرحة.
"عادل الشناوى" و "أيمن الصعيدى" أبناء عم وشركاء مهنة واحدة يشتركان فيها قبل 30 عاما: "بدأنا فى الشغلانة دى صبيان صغيرين وبعدها بقينا مساعدين لحد ما بقينا أسطوات وفتحنا ورشة خاصة بينا"، هكذا يروى الأسطى "عادل" قصة كفاحهما المشتركة، متفاخرا بما تصنعه أيديهما من شوايات ومبردات اللبن والمياه والأدوات الطبية وعدة كشرى وحتى "ستاند" ثلاجة المشرحة، وله قصة أخرى يرويها شريكه الأسطى "أيمن": "بعد الثورة ثلاجة مشرحة زينهم استقبلت جثثا كثيرة وبقوا محتاجين ثلاجة أكبر عشان تشيل الجثث الجديدة اللى كل يوم والتانى تستقبلها المشرحة، وبقت مقاسات ستاندات الثلاجة القديمة عاوزة تتغير عشان تناسب الثلاجة الأكبر فمسئولين المشرحة جبوها لنا نعدل مقاساتها، عشان تناسب متطلبات المشرحة بعد ما بقت شغالة 24 ساعة".
شرائح الاستانلس تأتى لهم من مناطق السبتية و6 أكتوبر والجمالية والسيدة عائشة عبارة عن لوحة مفرودة ورفيعة يشكلونها كيفما يحلو لهما مستخدمين العديد من الأدوات: "بنستخدم التناية ومكنة تخريم وديسك للتقطيع وغاز أرجون وأسطوانات الهواء للحام علشان نقدر نغير أشكال الشرائح الخام ونعمل منها كل شىء حسب ما يطلب السوق والزبون وبنصدر كمان للدول العربية، أصل الشغلانة دى مش أى حد يشتغلها".
القطعة الواحدة قد تحتاج منهم إلى ثلاثة أيام أو أسبوع كامل من العمل حتى تنتهى كل مراحل التصنيع: "فى ورشتنا الاستانلس الخام بيطلع من عندنا لمطبخ الزبون على طول، لأننا بننفذ فى الورشة كل مراحل التصنيع".
تصميمات "الشناوى" و"الصعيدى" تنافس المنتجات العالمية بفضل تطويرهما المستمر لمهنتهما رغم تواضع ورشتهما، ويعيد "الشناوى" الفضل الأكبر فى ذلك لابنته "هند": "بنتى بتدخل على الإنترنت تورينى الأشكال الجديدة فى كل دول العالم فى يوم أجازتى علشان نفضل ماشين مع السوق العالمى مش بس المصرى وبنفتخر أن منتجاتنا أشد من الأجنبى، لأننا بنعملها شديدة وتستحمل الاستهلاك المصرى".