كان الصباح جميلا وبنات ملاح تصيح توهّجا رائحات غاديات ضاحكات كعدْو الخيل والصهيلا وسرت ومررت على شوادر البنادر والمساجد والمنابر وأهل المتاجر يسبحون لله ويرجونه رزقا وفيرا خليلا وعرجت على صاحبى والقاطن فى باطن الحى وليس بجانبى فنادانى وأتانى بترحاب وآداب ضيافة ليس لها مثيلا فما أجملها من أحاسيس الصداقة الهفهافة وطال لقاء الرفقاء النبلاء والشمس بقلب السماء تطلّ والساعات تلو الساعات تفلّ فى خانِه الرائج للوازم النساء وأثناء اللقاء طلّ القمر وجاء !!! وهل للقمر أن يظهر إلا ف المساء ؟؟ ولكنه خالف المنطق ونواميس الكون والسماء وتسمّرت عيناى عليها فما للقمر بجوارها أى ضى أو رجاء عيونها وسعت الأرض والفضاء وابتسامة تخرّ أمامها كل الأحياء ووجه صبوح يبوح بآيات جمال ترتجّ لها كل الأرجاء وتجسّد أمامى ( بيت ) شوقى أمير الشعراء وكانت أوّلها نظرة ورجوت شوقى أن يأتى باقى ما ( ببيته ) قد جاء أزاحت خصلاتها فبرزت جبهة أثلجت صدرى وفقدت صبرى لبلوغ الرجاء وابتسمَت فتبسّم كل الوجه الصبوح أمامى وراحت أساريرى تبتسم وخلجات وجدانى بضياء عينيها تقتحم وأزاحت وقارى وتاهت أفكارى وارتدّ مشوارى ودقّات قلبى المزدحم وتركنا الثوانى والمعانى تطوف حولنا ومُدّت أيادينا سويّا وكان السلام وتهاوت المسافات وبدأ الكلام وجاء الصوت عذبا رقيقا كقيثارة بلحنٍ أجمل أغنياتِ وصاحبى فى دهشة تصلّب ريقهُ من أثر جمال آتِ واحتار لأجلى فهذى ف المنطقة ملكة الملكاتِ ولملمت أنفاسى ولم أنسى ( بيت ) شوقى من كراسى ولم أعطى اللحظة فرصة للسكاتِ وأخذت موعدا فها أنا يا أمير الشعراء عندى ملكاتِ وما بين الموعد واللقاء لم أدرى كم تهاوت الساعاتِ وكان اللقاء ...